رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

من أعظم الاختراعات التى عرفها الإنسان فى مسيرة البشرية تقسيم الوقت إلى وحدات كبيرة، أطلق عليها مسمى الأعوام، وأخرى أصغر منها أطلق عليها مسمى الشهور، ويتتابع تقسيم الوقت إلى وحدات أصغر اتخذت مسمى الأسابيع، فالأيام ثم الساعات والدقائق والثوانى. وهذه هى التقسيمات التى يستخدمها الإنسان العادى فى حياته اليومية، وهناك تقسيمات أدنى مثل وحدة الفمتوثانية التى توصل إليها العالم المصرى الراحل أحمد زويل، فإنها تستخدم فى أغراض الأبحاث العلمية الدقيقة التى تتطلب إجراء قياسات لسرعة حركة الجزيئات وما شابهها من قياسات دقيقة يتطلبها العلم والعلماء. كما أن هناك تقسيمات أكبر تضم كل عشرة أعوام فى عقود وكل مائة أعوام فى قرون وكل ألف عام فى ألفيات.

وتساعد هذه التقسيمات، على اختلاف أنواعها، فى تحديد إطار زمنى لحركة الإنسان فى الحياة ولحركة المجتمعات المختلفة فى التاريخ. ومن خلال هذا الإطار يستطيع الإنسان أن يقيس مدى ما حقق من تقدم فى حياته خلال فترة زمنية محددة، وكذلك تفعل المجتمعات. 

وقد دأب الناس فى كل مكان على الاحتفاء بمقدم العام الجديد، معربين عن آمالهم فى عام جديد أفضل من العام الذى سبقه، وآملين أن يتحقق فى العام الجديد كل ما يرجون من آمال وأمنيات. وبطبيعة الحال فإن العام الجديد لا يمكن أن يكون منقطع الصِّلة بالعام الذى سبقه، بل الأمر المؤكد أنه على نحو أو آخر متصل بسابقه ومتواصل معه. فهو الوريث الشرعى لذلك العام، الذى يؤول إليه كل ما حقق من نجاحات، ويصب عنده كل ما أصاب العام المنصرم من خيبة وإخفاقات. ونظرة سريعة على أحوالنا فى الأيام التى سبقت مقدم العام الجديد، تكشف لنا قدراً مما يحمله لنا العام الجديد. 

اكتوت مصر بنيران الإرهاب فى عام ٢٠١٧، وقدم الشعب عدداً كبيراً من خيرة أبنائه الذين استشهدوا فداءً للوطن نتيجة الأعمال الإرهابية الوضيعة. وفى العملية الأخيرة التى استهدفت كنيسة مارمينا فى حلوان، برزت بطولة الشعب إلى جانب الشرطة، حيث تصدى المواطن صلاح الموجى الأعزل من السلاح بفدائية منقطعة النظير للإرهابى المدجج بالسلاح، وتمكن من السيطرة عليه فى مشهد سيظل عالقاً بالأذهان لفترة طويلة. وفى نفس الوقت كان الشيخ طه رفعت، إمام مسجد الدسوقى المجاور للكنيسة يدعو من خلال الميكروفون المواطنين إلى حماية الكنيسة من الاعتداء الإرهابى. وتوفر هذه الواقعة مؤشراً قوياً إلى الاتجاه المستقبلى فى تلاحم أبناء الشعب مع الشرطة والقوات المسلحة فى التصدى للأعمال الإرهابية، التى تهدف أول ما تهدف إلى شق الصفوف والوقيعة بين أبناء الوطن ما وسعتهم الحيلة إلى ذلك.

 إن قوة الجبهة الداخلية وصلابتها أمر بالغ الأهمية فى المرحلة المقبلة. فها نحن نرى بكل وضوح التحركات المعادية لمصر تجرى على قدم وساق. ففى الشمال يجرى نقل فلول قوات داعش من الجبهة السورية والعراقية بالطائرات إلى جهة غير معلومة. وفى الجنوب ها هى تركيا تنجح فى إيجاد موطئ قدم لها فى جزيرة مساكن السودانية. ولنا أن نتخيل ما يحمله ذلك من نذر فى ضوء ما يكنه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان من أحقاد تجاه مصر. كذلك كان قرار الرئيس الأمريكى ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وإعلانها عاصمة لإسرائيل وما تبعه من الصفعة التى وجهها المجتمع الدولى إلى ترامب برفض الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار الأمريكى، مؤشراً على مجريات الأمور فى الشرق الأوسط فى العام الجديد. ومع كل ذلك أهلاً بعام ٢٠١٨ ونرجو أن يكون عام وئام وسلام لكل البشر.