رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

في مصر نعمل باجتهاد على تنفيذ الأمثال والأقوال الشعبية مثل العلم في الراس مش في الكراس للمزيد من الفهلوة.. هذا الاتجاه الذي بدأنا على ترسيخه منذ الخمسينيات. بالطبع لأننا مازلنا نعتقد أننا أذكى شعوب الأرض حتى لو صارت حياتنا بدون علم أو العمل تكفينا خفة الدم.. أتألم من النقد الذاتي ولكنها الضرورة ربما نستيقظ.

كلما توغلت في مناهج أولادي محاولاً تفادي أوجاع الدروس الخصوصية والحد من صدماتها فشلت في الاستغناء عن تلك الآفة وأصبت بالإحباط.. فالواقع المر يؤكد من الجلوس مع الأبناء في صومعة العلم المدرسي بأنه (مفيش فايدة) وتكتشف أن  المدرس لن يعود إلى فصله ليشرح بضمير بعيداً عن شهوة الدروس الخصوصية.. واقع يعيشه معي الكثير من المصريين من دفعهم حظهم العاثر إلى تعليم أبنائهم في مدارسنا المصرية.. ودائما ما أسال نفسي في تمنٍ: لماذا لا تعمل وزارة التربية والتعليم على التجديد وبث كل ما هو جديد في العلم دون تكديس وتدبيس عقول الطلاب بحشو ليس له من العلم سوى القشور؟! لماذا نعتمد في إعداد أبنائنا للحياة العملية المعتمدة على العلم في مرحلة ما بعد التعليم الأساسي ويتحول التعليم الأساسي إلى تعليم قشور العلم.. وهكذا الواقع في مدارسنا يرسخ عند الطالب النفور من العلم وربما بحالة الإكراه مع عدم وضع الأشياء في أماكنها الصحيحة.

أجد نفسي مندهشاً من أن تقوم الوزارة بعدم إضافة مادة التربية الدينية لمجموع الطالب وتصبح مادة قشرية لا قيمة لها عنده مع العلم أننا نحتاج إليها خاصة في تلك الأيام لترسيخ الرحمة والأخلاق ومحاربة الكراهية والتطرف والإرهاب.. هذا قليل من كثير في مناهجنا التي تحتاج إلى ثورة حقيقية لأنها بداية التقدم ومهما تغنينا بالفهلوة والذكاء سنظل شعب الدوبلير الذي لا يتخطي إيهام المشاهد بأنه البطل.

                   العلم أولاً

«إِلَى مَتَى أَيُّهَا الْجُهَّالُ تُحِبُّونَ الْجَهْلَ وَالْمُسْتَهْزِئُونَ

يُسَرُّونَ بِالاِسْتِهْزَاءِ وَالْحَمْقَى يُبْغِضُونَ الْعِلْمَ؟»

 (سفر الأمثال الأصحاح 1 العدد 22)

 

قال إبراهيم عليه السلام لأبيه ازر: {يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنْ الْعِلْم مَا لَمْ يَأْتِك فَاتَّبِعْنِي أَهْدِك صِرَاطًا سَوِيًّا} «سورة مريم الآية 43».