رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

 

 

 

مع اقتراب العام من نهايته ومع تسليم رياح الخريف راياتها المنكسرة لرياح الشتاء الباردة، تزداد أحاسيس الوحشة والخشية، حيث عادة ما تتزامن هذه الايام من كل عام مع تلقي أنباء عن اختطاف ملك الموت أعزاء غالين، وكأن العام المنصرم يأبي ان يرحل في هدوء دون ان يترك داخلنا جرحا غائرا نتذكره به علي مر السنين التالية. ولَم يكن عام ٢٠١٧ مختلفا عن غيره من الأعوام. فبينما كان العام يلملم اوراقه استعدادا للرحيل، جاء نبأ وفاة الإذاعية الكبيرة سامية صادق التي يصعب علي كل من يعرفها ان يتخيلها الا وهي ممتلئة بالحياة والإشراق والامل. وهذا ما كانت تبثه سامية صادق من خلال برامجها علي موجات اثير البرنامج العام، سواء كان برنامجها الصباحي الذي كان اشراقة أمل تبعث علي البهجة والسرور مع شدو البلابل وزقزقة العصافير، او برنامج حول الاسرة البيضاء الذي كانت تصحب فيه كبار نجوم الفن والطرب في زيارات ميدانية لمختلف المستشفيات، ما كان له ابلغ الأثر في نفوس المرضي وفِي نفوس المستمعين في كل مكان. كما استضافت كبار المسئولين في حوارات جادة في برنامجها فنجان شاي. وحينما رأست التليفزيون المصري، أثرته بالعديد من الاعمال الراقية. رحمها الله بقدر ما أسعدت امتها.  

ولَم تنقض ايّام العام قبل ان نتلقي نبأ رحيل المفكر الكبير والمؤرخ صلاح عيسي، صاحب الرؤية الموسوعية في دنيا الصحافة والإعلام. وكان رحمه الله ركنا ركينا في وضع التشريعات الإعلامية وبينها قانون الاعلام الموحد الذي تمت تجزئته الي قسمين. وفِي القسم الاول تم انشاء الهيئات الإعلامية الثلاث، الهيئة الوطنية للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة والمجلس الأعلي لتنظيم الاعلام. وظل صلاح عيسي يدعو الي سرعة إصدار التشريعات المنظمة لعمل الهيئات الثلاث وقانون منع حبس الأشخاص في جرائم الرأي، ولكن المنية وافته قبل ان يشهد صدور هذه القوانين. رحمه الله رحمة واسعة بقدر إخلاصه في الدعوة لما فيه الصالح العام.

وسوف يذكر التاريخ ان عام ٢٠١٧ كان من اكثر الأعوام دموية. فقد شهد العام تفجيرين ارهابيين استهدفا المصلين الآمنين في كنيستي مار جرجس والمرقسية بطنطا والإسكندرية. وقد أسفر الحادثان عن استشهاد سبعة واربعين شخصا وإصابة مائة وستة وعشرين اخرين من المسلمين والمسيحيين. كما استشهد العشرات من رجال الشرطة والجيش في اشتباكات مع ارهابيين في الواحات وشمال سيناء. وتلا ذلك وقوع اكثر الأحداث دموية في مصر حينما تعرض مسجد الروضة في شمال سيناء لهجوم ارهابي بشع استهدف المصلين الأبرياء اثناء صلاة الجمعة. وقد راح ضحية الحادث اكثر من ثلاثمائة وعشرة شهداء.  

ورغم دموية عام ٢٠١٧، فإنه شهد ايضا العديد من الإنجازات وكان ابرزها في المجال الرياضي، حيث حقق فريق كرة القدم حلم المصريين في التأهل لكأس العالم الذي تجري مسابقاته في روسيا في عام ٢٠١٨. كما نجح بطلا رفع الأثقال محمد إيهاب وسارة سمير في تحقيق امجاد غير مسبوقة، فقد حصد محمد إيهاب ثلاث ميداليات ذهبية في بطولة العالم لرفع الأثقال، بينما فازت سارة بميدالية ذهبية في نفس البطولة. وفِي بطولة العالم للإسكواش كانت البطولة حكرا علي ابناء مصر، حيث فاز محمد الشوربجي ببطولة العالم للرجال بعد تغلبه علي شقيقه مروان الشوربجي، كما فازت رنيم الوليلي ببطولة السيدات بعد فوزها علي اللاعبة المصرية نور الشربينى. ونرجو ان تكون هذه الانتصارات فاتحة خير تقود الي انتصارات مصرية في كل المجالات في العام الجديد الذي نرجو ان تتحقق فيه كل الاماني الطيبة لمصرنا الحبيبة.