عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

أدى انقطاع التيار الكهربائى فى مطار «هارتسفيلد جاكسون» بولاية أتلانتا الأمريكية والذى يعد من أكثر المطارات ازدحاماً فى العالم إلى توقف الرحلات وبقاء المسافرين عالقين فى المطار.. يا سادة.. المطار الذى يعبره أكثر من ربع مليون مسافر يوميًا وتقلع منه وتصله 2500 رحلة بقى المسافرون عالقين فيه فى مبانٍ مظلمة أو فى الطائرات.. وبعد عودة التيار الكهربائى ألغيت أكثر من ألف رحلة وتقرر إلغاء المئات اليوم التالى وأعيد توجيه الكثير من الرحلات إلى مطارات أخرى.. وقالت المحطة التى تزود المطار بالتيار الكهربائى إن هناك احتمالًا أن تكون النار قد اندلعت فى أحد مراكز المولدات الموجودة تحت الأرض.. وظهر فى صور نشرت على وسائل التواصل الاجتماعى مسافرون ينتظرون فى الظلام، وكتب بعضهم أنهم علقوا فى طائرات لمدة ست ساعات.

وقالت إحدى المسافرات، واسمها جينيفر لى وكانت مسافرة مع ابنها البالغ من العمر عشر سنوات، لـ«بى بى سى» إنها بقيت عالقة لساعات مع آلاف المسافرين الآخرين دون الحصول على أى معلومات، وإن النشرات الإخبارية كانت مصدرهم للمعلومات.

وقالت مسافرة أخرى، تدعى ناؤومى هارم– والتى كانت تستقل طائرة تابعة لشركة «دلتا»- إن الشركة كانت ترفع معنوياتهم عن طريق تزويدهم بالمعلومات وتوزيع الطعام والمشروبات عليهم.. واقتاد الموظفون أحد الركاب المرضى بالسكرى إلى جناح الأمتعة من أجل الحصول على الانسولين.

وقالت هارم إن المسافرين اقتيدوا عبر أدراج متحركة فى الظلام بعد مضى أربع ساعات إلى مبنى كان مكتظاً بآلاف المسافرين وأطفال يبكون.

يا سادة.. هذا نص ما تناولته وسائل الإعلام والتواصل والمواطنون فى أمريكا حول الواقعة التى تعد كارثة بكل المقاييس..

وبمقارنة بسيطة بين تلك الواقعة وما حدث فى مطار القاهرة منذ شهور بسيطة دفع فيها رجال اخلصوا للطيران للمدنى ولمطار القاهرة شهوراً خلف القضبان وبعدهم مازال حتى قال قضاؤنا النزيه كلمته.

والسبب يا سادة كما قلت فى مقالات سابقة أنهم هناك لا يحركهم شىء سوى حب وطنهم أما عندنا فى مصر فتحركهم «السبوبات والكاش مانى والأخضر والاسترلينى».. أما الوطن فهو كما يقول أربابهم ومن ينتمون إليهم.. ما هو إلا «حفنة من تراب بخس».

الفرق بيننا وبين الخارج أن هناك «لا وقت للهرى».. وفى مصر «لا وقت إلا للهرى».. هناك «لا مجال إلا للعمل» وفى مصر «لا مجال إلا لاصطياد الأخطاء» واستغلال ضعف أصحاب الحاجة من الفقراء والمحتاجين للتخديم على أصحاب إعلام السبوبة الذى لا ولاء لهم لهذا الوطن والكلمة المعلنة دائما «أكل العيش».. فبالله عليكم أى أكل عيش هذا المغمس بآلام وطن يئن وينزف وبعض مواطنيه يرقصون على جسده المنهك؟

يا سادة.. عندما وقعت الكارثة هناك لم يسأل أحد أين وزير الطيران؟.. ولا علقت المشانق للمسئول الأول عن المطارات! ولا مسح بكرامة جميع المسئولين الكبير منهم والصغير بالمطار صاحب الكارثة الأرض.. ولا شاهدنا مواقع التواصل الاجتماعى تمزق الوطن إربا إربا.. ولا هانت الأسر وسمعتهم وتعرضت للقيل والقال كما حدث عندنا.

فقط وفقط فى مصر تصدر الأحكام من أصحاب الفتى والهرى والذمم الخربة.. وما حدث مع مطار القاهرة نعيشه الآن فى أكاديمية الطيران بعد حادث طائرة التدريب بالفيوم.. فبالرغم من أن لجنة التحقيق لم تنتهِ وتصدر تقريرها بعد.. إلا أن أصحاب السبوبة أصدروا أحكامهم وبقى التنفيذ!

همسة طائرة.. تحية للسهرانين على الطيران المدنى.. تحية لجميع العاملين الشرفاء المحبين والمخلصين لهذا الوطن.. تحية للمظلومين داخل وخارج الأقفاص فنحن وأنتم والوطن ضحايا هؤلاء الذين لا يعلمون قيمة تراب أرض الوطن. ويبقى سؤال: لماذا الطيران يا أصحاب الهرى والسبوبات؟