رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

وكأنما أبى ترامب أن يودع عام 2017 دون أن يجازف بقرار صادم اعترض عليه الجميع عندما اعترف بالقدس عاصمة لاسرائيل. المجازفة هنا هى أحد ملامح سياسة ترامب العرجاء منذ أن تسلم مهام الرئاسة فى البيت الأبيض فى العشرين من يناير الماضى وحتى السادس من ديسمبر الجارى عندما اتخذ قراره الشيطانى حول القدس فى تماهٍ كامل مع الكيان الصهيونى الذى ما فتئ يتحدث عنها بوصفها العاصمة الموحدة الأبدية لإسرائيل. لقد حول ترامب العام الحالى إلى عام ملبد بالسواد بسبب سياساته الحمقاء، وبعد أن مضى يتحدث وكأن أمريكا هى القوة العالمية الأحادية والامبراطورية التى تحكم العالم وتفرض ما تراه وجوبياً على كل دولة، وتعطى لنفسها الحق فى شن الحروب على الآخرين، وتفوض نفسها الحق فى التدخل فى الشأن الداخلى للدول الأخرى، وتغتال قرارات الشرعية الدولية، ويصدر الكونجرس قرارات لها صفة الإلزام حتى وإن تعارضت مع القوانين الدولية.

طبق ترامب هذا كله عندما تصرف خارج نطاق الشرعية الدولية، ومن ثم تورط فى قضية القدس وبادر فى لحظة طيش فمنحها لإسرائيل وكأنه المالك لها ونسى أن القضية محكومة بالقانون الدولى باعتبارها مدينة محتلة مثل باقى الأراضى العربية التى احتلت عقب عدوان 67، وأن المجتمع الدولى لا يعترف باحتلال إسرائيل للقدس الشرقية، ولا يعترف بما قامت به إسرائيل عندما ضمتها فى عام 1980 باعتبارها عاصمة موحدة وأبدية لها. وما من شك فى أن استمرار تبنى ترامب لهذا القرار وعدم تراجعه عنه ستكون له تداعيات كثيرة لعل منها تشجيع اسرائيل على المزيد من الاستيطان والمزيد من العنف. فضلا عن أنه بقراره قد وضع المنطقة فوق سطح صفيح ساخن.

لقد غيب ترامب نفسه عن ساحة الأحداث عندما انحاز كلية لإسرائيل دون أى اعتبار للدول العربية والإسلامية والأسرة الدولية ودون أى اعتبار للشرعية الدولية. بيد أن هذا القرار الذى خالف من خلاله القانون الدولى وناقض عبره القرارات المنبثقة عن المؤسسات التى ترعى هذا القانون سيكون وبالاً عليه فى النهاية. ويكفى أنه بقراره ألحق الخسائر بأمريكا حيث وضع نهاية لدورها كوسيط فى عملية السلام، ومن جرائه تقزمت صورتها وظهرت عرجاء منعزلة عن العالم منكفئة تفتقر إلى القدرة بعد أن استسلمت لرئيس غريب الأطوار غير متوازن فى تفكيره وفى قراراته المبتسرة التى تعوزها الحنكة والحكمة.