رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

كعادته كل عام، لم يخرج علينا أغنى رجل فى العالم، بخبر زواجه من فنانة أو راقصة مشهورة، ولا بصورة مع لاعب كرة قدم، ولا بفوزه فى انتخابات ناد رياضى أهدر فيها الملايين فى بلد فقير كروياً ومادياً.. ولكن بقائمة تضم عددًا من الكتب وصفها بـ«الرائعة»، وينصح بقراءتها الأمريكى الشهير بيل غيتس، مؤسس شركة «مايكروسوفت» الذى تقدر ثروته بحوالى 90 مليار دولار، ويقال إنه يرتدى ساعة بقيمة عشرة دولارات، وشخصياً أصدق.. فمن ينشغل بالأفكار لن تشغله الأشياء!!

وهى دعوة عامة للقراءة يوجهها الملياردير الفقير فى مظهره، والغنى بفكره، مرتين فى السنة.. واحدة فى شهر مايو مع إجازة الصيف، وتضم قائمة بخمسة كتب، وأخرى فى ديسمبر قبل إجازة الشتاء فى الكريسماس، وتضم كذلك خمسة كتب.. وكلها حول التجارب الإنسانية أو الأفكار العلمية والإبداعية الجديدة.. وهو سلوك لم أر مثيلاً له بين مليارديرات مصر والدول العربية!!

والكتب الخمسة الشتوية التى نصح بها بيل غيتس، تعكس شخصيته الثرية والعميقة والحضارية، وتعبر عن عقليته المنفتحة على التجارب الإنسانية، من أى أرض فى العالم، ومن أى ديانة، وليس فقط فى أمريكا أو من ديانته، فهو يبحث عن جوهر الإنسان لا عن ديانته، ويحاول المحافظة على هذا الكائن البديع الفريد الذى أوجده الله تعالى فى الكون، ليعمر الأرض بالزراعة والصناعة والعمارة وبالاختراعات والتكنولوجيا وبغزو الفضاء.. كما لو أنه لن يموت!!

وأسس بيل غيتس، البالغ من العمر 61 عاماً، وزوجته ميليندا، البالغة من العمر 53 عاماً، مؤسسة خيرية كبيرة، للتعليم والرعاية الصحية، فى مجتمعات أهملتها أنظمتها الحاكمة وأغنيائها أيضاً، حيث يعملان على الحد من العوز والمرض ليس بتوزيع بطاطين أو كراتين الطعام ولكن بتهيئة البيئة المناسبة للتعليم والإبداع والابتكار فى كثير من المجتمعات الفقيرة فى أفريقيا وآسيا!

ورغم أن بيل غيتس يعيش، كثرى حياة رغدة، ومن حقه طبعاً، ولكنه ليس مسرفاً أو سفيهاً، كما لو أنه نموذج للإنسان الذى أراده الله تعالى على الأرض، حيث أعلن عدم توريث ثروته العملاقة إلى أى من أبنائه الثلاثة، ولكن جزء منها، وذلك بهدف تشجيعهم على بناء مستقبلهم بأنفسهم، كما قرر وزوجته بالتبرع بمعظم أمواله لصالح العمل الخيرى العام فى كل بلاد الدنيا.

[email protected]