رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عندما نقرأ فى سيناريوهات تاريخ الأمم والحضارات المختلفة نجد أن التعليم والجيش جناحان لا يمكن لأى دولة أن تعبر إلى التقدم والنجاح  وتصبح دولة قوية دونهما،  فمثلاً كان الاهتمام بنشر التعليم هو الوجهة المضيئة لعصر محمد على، لأنه اهتم بالتعليم على اختلاف درجاته وكان تكوين الجيش هو العامل الرئيسى وراء النهضة التعليمية التى عرفتها البلاد فى النصف الأول من القرن التاسع عشر فلم يكن التعليم يهدف فقط إلى تنوير الشعب وخلق جيل واعٍ من الناس وإنما كان يهدف إلى الاستجابة العادلة لمطالب الجيش.

وقد ربط محمد على سياسة التعليم بنظامه العسكرى وخطته الكبرى لبناء دولة حديثة والآراء السائدة أنه اقتبس النظام الفرنسى فى التعليم واتخذه نموذجا له إلا أن هناك من الدلائل ما يشير إلى أنه التمس الخبرة الأجنبية الناجحة مهما كانت جنسيتها فكانت أول بعثة فى عام ١٨٠٩ موجهة إلى إيطاليا ثم سافرت البعثة الثانية عام ١٨١٨ إلى فرنسا كما سافرت بعثات إلى النمسا وإنجلترا وفى مجال الاستعانة بالأجانب نجد أنه اعتمد فى بداية الأمر على خليط من الجنسيات من فرنسا وإنجلترا ولذلك فهو اعتمد على الخبرة الأجنبية من كل مكان وحرص دائماً على أن يكون الأجانب منفذين لسياسته وليسوا صناعاً لهذه السياسة أو واضعين لها.

وكان من بين أسس النظام التعليمي التي وضعها أن التعليم وسيلة لتكوين جيش قوى وبناء دولة حديثة وليس غاية فى حد ذاته وثانيها أن التعليم المدنى وليس التعليم الدينى هو دعامة النظام التعليمى الحديث، ما جعله يواجه تيارات مضادة متمثلة فى التعليم الأزهرى، وثالثها أن الهدف من التعليم أساسًا هو تخريج الكوادر وإمداد الحاكم بالقوة البشرية اللازمة لجيشه ومشروعاته، ورابعها أن يقوم البناء التعليمى على أساس الاستجابة المباشرة لمطالب النظام الجديد فيخرج المهندس والطبيب والضابط والإدارى والمترجم فى المدارس الخصوصية العالية قبل أن يوفر التعليم الابتدائى العام  فى المرحلة الأولى من التعليم، ولذا بدأ النظام من القمة ثم انتهى بالقاعدة على عكس ما يقتضيه المنطق التقليدى للهرم التعليمى.

أما فى القرن العشرين، فقد أنشأ الجيش وطور عدة كليات مثل الحربية والبحرية والجوية والفنية العسكرية والدفاع الجوى والطب وأيضاً عدة معاهد مثل المعهد الفنى للقوات المسلحة ومعهد نظم المعلومات بغرض مساهمة القوات المسلحة فى دعم التطور التكنولوجى، ومازالت القوات المسلحة تساهم حتى الآن فى مجال التعليم العام وخير شاهد على ذلك تسلم د. طارق شوقى وزير التربية والتعليم مؤخراً ما يقرب من ثمانى وعشرين مدرسة قد أنشأتها الهيئات المختصة بالقوات المسلحة كإنجاز يحسب لها تم فى فترة وجيزة، لذلك فإننى أرى أن ثنائية الجيش والتعليم هى مفتاح التنمية والنهضة لمصر إذا ما تم إدارة الموارد البشرية بكفاءة والابتعاد عن المصالح الشخصية واستهداف الخير والتنمية للصالح العام والشعب المصرى. 

[email protected]