رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج المقصورة

عرض الاستحواذ على شركة «الوطنية لمنتجات الذرة» والمملوكة بنسبة أغلبية للحكومة من خلال شركة مصر المالية للاستثمارات الذراع الاستثمارية لبنك مصر بنسبة 42.96%، والبنك الاهلى المصرى بنسبة 9.65% حدث فرض نفسه على مجتمع الأعمال وسوق المال خلال الأيام الماضية.

المشهد يعيد للذاكرة الصراع الشرس فى ملف بيع «بسكو مصر» الذى أثير حوله العديد من الجدل ورفض المجتمع المدنى لعملية البيع «لكالوج» الأمريكية، فى ظل امتلاك هيئة الأوقاف حصة بالشركة، رغم أن الحكومة ممثلة فى القابضة للصناعات الغذائية تخارجت من الحصص الحاكمة لـ«بسكو مصر» ضمن برنامج الخصخصة على مرحلتين فى عامى 97 و2005، لصناديق استثمار خاصة وأخرى تابعة للحكومة متمثلة فى هيئة الأوقاف وشركات التأمين.

أشتعال الملف ليس فى عملية التخارج المتوقعة من بنكى مصر والأهلى، ولكن فى المشهد الذى شهدته الصفقة منذ فبراير الماضى، وتجميدها لأسباب قد تتعلق بالأمن الغذائى القومى، وهو السيناريو الأقرب للحقيقة، وبالتالى كان الأمر يتطلب «أوكيه» من جهات سيادية، فى ظل أن الشركة الوحيدة التى تقوم بإنتاج المحليات الطبيعية من الذرة مثل الفركتوز والجلوكوز والدكستورز.

بعد أيام من إعلان العرض الذى تقدمت به شركة «كايرو ثرى إيه الدولية للصناعات» لشراء الشركة، وبحد أدنى 15% وبسعر 45 جنيهًا للسهم قبل أن يعدل عرض الشراء فيما بعد إلى 51 جنيهاً.. تكشف فى «سماء» الصفقة عرضاً جديداً منافسًا مقدماً من شركة «ايه. دى. ام. انترناشونال» بسعر50 جنيهاً، وأعلى بنحو 5 جنيهات من عرض «كايرو» الأول.

الى هذا والمشهد يبدو عادياً، إلا أن رفض الرقابة المالية لعرض «أيه. دى. ام» فتح باباً للشائعات والقيل والقال فى الصفقة، والتى رفضت الرقابة المالية الإعلان عن مبررات الرفض، وهنا لجأت الرقابة إلى الدبلوماسية الذكية، والاكتفاء بردود قانونية، وأن رفضها بهدف حماية المستثمرين، وأن هناك أموراً يتم وضعها فى الاعتبار بخلاف السعر، وعلى الشركة التظلم، وسوف تقدم الرقابة مبررات الرفض.

فى حقيقة الأمر أنه رغم الردود الدبلوماسية، فإن السواد الأعظم من مجتمع سوق المال، غير مقتنعين بهذه المبررات، ولكن يبدو أن مبررات تتعلق بالشركة، لا ترغب الرقابة المالية فى الإفصاح عنها، حتى لا تقع فى عملية «تشهير»، وإساءة سمعة للشركة، وهو الشىء المؤكد الذى لا يقبل التشكيك.

يا سادة: إذا كانت الشركة بهذه الأهمية للأمن الغذائى، خاصة أنها الوحيدة التى تنتج محليات الذرة، فما الداعى لعملية البيع، فإذا كان بنكا مصر والأهلى يرغبان فى التخارج، فالأولى دخول هيئة الأوقاف بما تمتلكه من سيولة، أما إذا لم تكن الشركة بالأهمية الكبرى للأمن الغذائى، فأهلًا بالخصخصة.

 

[email protected] com