رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كل أزمة تحدث أو حرب تقع نجد من يستفيد من هذه الأزمة أو هذه الحرب، لذا وجدنا مصطلحات مثل "ثرى حرب" و"تجار الأزمات".

 والأزمة القطرية وقرار المقاطعة وجدنا الكثير من المستفيدين من هذه الأزمة، منهم من يستحق الاستفادة لأن قرار المقاطعة أعاد لهؤلاء حقوقهم، ومنهم من يعمل على استمرارها حتى يحصل على أكبر قدر من المكاسب، خاصة أن الحكومة القطرية تدفع بلا حساب وبدون وعى.

 وما رصدته من المستفيدين من الأزمة وجدت أبرز طائفة هم العمال، وأقصد هنا العاملين فى منشآت كأس العالم وقطاع المقاولات فى قطر، وهؤلاء وفقاً لظروف عملهم خاصة فى الصيف كانوا يتعرضون للموت بدون أى حقوق مالية أو صحية أو غطاء قانونى، وجاءت الأزمة الأخيرة واستغلها العمال ودولهم للحصول على أكبر مكاسب خاصة أن غطاء حماية قطر فى المحافل الدولية انتهى ويتمثل فى دول الخليج، وجاءت الاتفاقيات التى عقدتها الحكومة القطرية مع الدول المصدرة للعمالة إليها بمثابة إعادة الحقوق إليهم.

 أما القطاع الثانى وهو المنظمات الأهلية الحقوقية والتنموية خاصة تلك التى نشأت بعد الأزمة وهى بالعشرات فى كل دول العالم تقريباً، وهدف هذه المنظمات الدفاع عن قطر والهجوم على دول المقاطعة بجانب المنظمات القديمة التى كانت تتعامل مع حكومة الدوحة مباشرة، وهذه المنظمات تأخذ أموالاً طائلة من أجل ترتيب وتنظيم فعاليات داعمة لقطر وللحكم فى قطر، وقدرت الأموال التى صرفت على هذه الأنشطة بأكثر من 200 مليون دولار فى شهور الأزمة الخمسة.

أما القطاع الثالث فهو 3 دول وهى إيران وتركيا وأخيراً إثيوبيا، ويوجد دول اتخذت موقفاً محايداً لكنها فى الحقيقة تلعب لصالح قطر، ولكن الدول الثلاث، خاصة تركيا التى استحوذت على نصيب الأسد من الأموال القطرية التى ضخت استثمارات ضخمة هناك حتى أصبحت قطر تتفوق فى استثماراتها على باقى دول الخليج مجتمعة وفق لأرقام هيئة الاستثمار التركية، ومن هنا نجد أن الرئيس التركى يهاجم كثيراً دول الخليج وقادتها لأنه يعلم أن دول الخليج لو سحبت استثماراتها من بلاده لن يتأثر.

أما إيران فهى من حصلت على الكوتة الثانية من الكعكة القطرية بعد أن تحولت إلى المعبر الوحيد له وكل ما يهم إيران الآن مع قطر التفكير فى كيف يمكن إيذاء دول الخليج، خاصة السعودية، وهو ما شاهدناه من كم الشائعات التى أطلقتها وسائل الإعلام فى البلدين والتسريبات للصحف العالمية بعد قضية الفساد الكبرى وأزمة رئيس الوزراء اللبنانى، فعند تتبع المعلومات التى تنشر فى كل مكان حول الموضوعين ستجد أن مصدرهما واحد.

أما إثيوبيا فقد دخلت على الخط لتلعب دوراً للحصول على أموال لبناء سد النهضة، فهى فى تعاون قوى مع تركيا ثم مع قطر الآن، وهو ما ظهر فى زيارة رئيس الوزراء الإثيوبى الأخيرة وتوقيع اتفاقية عسكرية دفاعية وهو أمر مستغرب، ولكن الرجل وأقصد به رئيس وزراء إثيوبيا معذور، فقد وجد أن كل من يذهب إلى قطر أو يقف بجانبها تمتلئ خزائنه بالأموال ووجد بئراً يدفع بدون وعى، فسارع للحصول على نصيب من الكعكة، المهم عند الدافع هو الكيد فقط لدول المقاطعة.

 أما الدول التى تلعب على الطرفين فهى معروفة، ولكن عندما تنتهى هذه الأزمة سينكشف أمر هؤلاء وسيكونون هم الخاسرين.