رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

«الرئيس السيسى» جاء رئيساً بمطلب شعبى كبير، وقبِل أن يتحمل المسئولية والتحديات التى فرضتها معطيات مرحلة أوشكت فيها مصر على فقد هويتها بعد أن تولى سدة الحكم فيها من يرونها ما هى إلا «حفنة من تراب بخس» ..جاء «السيسى» وقبل أن يعمل فى ظل انهيار اقتصادى ومؤسسات على وشك التفكك وبطالة يعلمها الجميع وفقر يتزايد، وكانت أهم أدواته لقبول التحدى الطاقة الكامنة لدى المصريين التى لم يفهمها البعض حتى الآن.. هؤلاء المصريون الذين قاموا بثورتين عظيمتين. فمنذ قيام ثورة 25 يناير كان الرجل يحلل مجريات الأمور حوله ولم لا، فهو رجل مخابرات من الطراز الفريد وابن لمؤسسة عسكرية «الوطنية» هو شعارها، والحفاظ على الأرض والعرض هما أساس تضحياتها، وكان «السيسى» يزداد يقيناً بعظمة هذا الشعب، وأن عدم وجود قائد أو زعيم لثورة يناير، هو ما أوصل الإخوان إلى سدة الحكم، ولذلك عندما تولى حكم البلاد بدأ فى السعى لإخراج الطاقات الكامنة لدى المصريين، فخرج بدراجته يجوب شوارع القاهرة، وكان يقصد أن «صحة الإنسان المصرى» هى العنصر الأساسى فى بناء مصر الحديثة، ولكن للأسف لم يفهم من حوله من بعض المسئولين المغزى من ذلك، فتعاملوا مع الأمر كما تعودوا أنه بناء على تعليمات الرئيس، فخرج بعضهم بالدراجات فى اليوم الثانى، ولكنهم لم يبحثوا فى وزاراتهم عن العنصر البشرى الأهم فى المنظومة كلها وقبل «السيسى» التحدى للمرة الثانية عندما قام برفع أسعار البنزين والغاز والكهرباء والمياه.. فعلها وحده لأنه راهن على المواطن المصرى الذى صارحه منذ البداية بأن الحياة ليست وردية، وعلى العكس نجد بعض المسئولين يسعون فقط ليبرزوا الإنجازات التى تحققت فى عهده وماذا حقق من مكاسب ليكون في دائرة الضوء، حتى لو كان ذلك على حساب البنية التحتية.

  يا سادة.... لدى المصرى حاسة فريدة. هو يحس بمن يخلص له ويتمنى خيره ورفعته، «الشخصية المصرية»، شخصية أبهرت العالم فلا أحد يعرف متى يصمت هذا الشعب وإلى أين يستمر صمته؟! ومتى يثور وإلى متى تنتهى ثورته؟!.. خُدع الشعب فى الإخوان على مدار 80 عاماً، ولكن خلال عام واحد فقط وعندما شعروا بغدرهم وعدم ولائهم لهذه الأرض وهذا الشعب، ثار عليهم وشردهم فى البلاد، أما «السيسى» فقد شعر الشعب بحبه وصدق نواياه لهذه الأرض، وهذا الشعب فأعطى لـ«السيسى» أكثر مما تخيل «السيسى» نفسه، أعطاه الاحترام والحب والتقدير والثقة حتى المستقبل لم يبخلوا به عليه فضحوا «بتحويشة العمر» من أجل إنجاح مشروع قومى «قناة السويس الجديدة» حتى مع «القرارات الاقتصادية الصادمة».. التى عانى الشعب منها وما زال يراهن الكثيرون على «شعبية السيسى»...ولكن الشعب إذا وثق فى شخص رفعه ووقف فى ظهره، فتحمل الشعب وصبر وما زال صابرا منتظرا حصاد ما زرعه من وثقوا فيه وحملوه المسئولية وتحملوا معه كل الصعاب .. ومع انطلاق صافرة منتدى شباب العالم، معلنة انتهاء المؤتمر .. بعد أن أوصل شباب تلك الأمة رسالة للعالم أن مصر تستطيع...ومع إعلان الرئيس أنه ضد الدعوات بتغيير الدستور، وأنه لن يتولى مدة رئاسة ثالثة..أدرك الجميع أن هذا الرجل ابن بار بهذا الوطن لا يريد إلا خيره ولا يرغب فى جاه أو  سلطة.. وخير هذا الوطن  سوف يحصده هذا الشعب قد لا تشعر به الأجيال الحالية، ولكن من المؤكد أن الأجيال القادمة لها الكثير من هذا الحصاد.. وما حدث مع الرئيس السادات خير شاهد على ذلك، فقد دفع الرجل عمره ضحية أفكار نفذها لعزة هذا الوطن وتلك الأمة...ووقتها انتقده الكثيرون وبعد أكثر من ثلاثة عقود، أدرك الجميع أنه رجل سبق عصره بعقود طويلة..وما فعله أصبح تاريخا يدرس فى علم السياسة والإدارة...واليوم يسبق السيسى عصره بعقود.. ويتحدى الوقت والزمن والمؤامرات ورهانه الوحيد هو هذا الشعب الأبى  الذى يثق أنه سيتحمل تلك التحديات للوصول إلى الإنجازات. 

يا سادة... تلك هى اللغة التى تحدث بها «السيسى»، التحدى والإصرار على الوصول إلى الهدف وسط معطيات لا تبشر بأى خير، ولكنه «السيسى» وحده رأى بصيص الأمل فى عيون شعب، حلم بالحرية على يد أبنائه فهل يفهم باقى المسئولين تلك اللغة ويتعاملون بها؟! نتمنى ذلك.

«همسة طائرة».. السادة المسئولون فى كل قطاعات الدولة، الحالمون بتبوؤ مكانة فى هذا الوطن، أخلصوا لهذا الوطن واقبلوا التحدى وتعلموا من «السيسى» لغة التحدى.

[email protected]