رؤية
أشك أن صاحب الشخصية المتطرفة ـ فى أغلب الأحوال ـ يعانى من ضحالة المعرفة بتعاليم وثوابت دينه، بل تصله فى الغالب أيضاً مشوهة أو منقوصة، وجنابه له قراءة أحادية الرؤية والنظرة فى الحكم على الأحداث لو حاول تقييم قدرها، ويرى أنه وحده الذى ينبغى أن يتمتع بحرية التعبير والبوح والقول، وبمجرد الدخول فى جدل مع الآخر ترتفع لديه وتيرة الغضب التى تدفعه إلى تصرفات تتسم بالرعونة ورفض وجود مُجادله، وهو لا يحاول استشراف تبعات ما يطرحه من آراء أن كانت إيجابية أو سلبية..
لقد قال الشيخ نبيل نعيم القيادى الجهادى السابق كمثال «لقد أفتى مفتى حماس بتاريخ 13 يونيو 2007 أن من قتل فتحاوياً يدخل الجنة، فقُتل فى ذات نفس اليوم 700 فتحاوى، وتم الإلقاء بهم من أعلى العمارات، وهو عدد لم تحصده قيادات الغدر الإسرائيلية بتلك السرعة فى أى عدوان على حماس».. وبالطبع لا أذكر تلك المقولة تبريراً لبشاعات ممارسات عدو مستعمر، ولكن لأصل لفكرة أنه بفتاوى ينسبها أهل التشدد كذباً لتعاليم الدين يصير الأمر كارثة، وبدلاً من توحيد القوى الفلسطينية فى تلك الفترة سادت مفاهيم التطرف فطمست العقول، وضيعتهم الصراعات البينية!!
ومثال أخر، نص الخبر التالى، هل تذكر عزيزى القارئ الخبر القديم التالى «أكد الشيخ عبدالمنعم الشحات المتحدث الإعلامى باسم الدعوة السلفية أن قضية عضوية مجلس الشعب لغير المسلم تحتاج إلى دراسة، فالبرلمان يجمع بين التشريع والرقابة على الحكومة. ومن حق غير المسلم ممارسة الرقابة على الحكومة، لكن فى التشريع أرى أنه غير مناسب لهذا الدور.. وأضاف أن دخول المرأة البرلمان «مفسدة» وميدانها الرئيسى البيت، وأن تنشغل فقط بتربية الأولاد...».. !!
رحم الله نزار قبانى لقد قال فى الطائفية: خرجتُ اليوم للشّرفة على الشّباك جارتنا المسيحيّة تحيّينى / فرحتُ لأنّ إنساناً يحيّينى / لأنّ يداً صباحيّة.. يداً كمياهِ تشرينِ / تلـوّحُ لى.. تنـادينى / أيا ربّى متى نُشفى تُرى من عقدةِ الدّينِ؟ / أليسَ الدّين كلّ الدّين إنساناً يحيّينى / ويفتحُ لى ذراعيهِ ويحملُ غُصنَ زيتونِ؟