رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مع بداية هذا الأسبوع، أقيم فى مدينة شرم الشيخ لقاء كبير بين شباب العالم والشباب المصرى، تحت شعار دعونا نتكلم (We Need To Talk) هذا اللقاء فى مجمله كانت له فوائد هامة بالنسبة للتنشيط السياحى، وكذا التأكيد على الأمن والأمان فى مصر، كما كانت له أيضاً هناك فوائد أكبر للشباب المصرى.

سبق لى أكثر من مرة أن أوضحت أن الاهتمام بالشباب خاصة من سيادة الرئيس، أمر فى غاية الأهمية، لأن الشباب هم المستقبل، فهم الذين سيديرون مصر الحديثة. وبالتالى، يجب إعدادهم إعداداً طيباً، لكى يكونوا على قدر تلك المسئولية. هذا فضلاً عن أن جيلنا ومن لحقونا من العاملين بالدولة، ليس لديهم القدرة على مواكبة التطور والتكنولوجيا الحديثة لإدارة مصر المستقبل، فقد اتصف أغلبنا بالكسل والإهمال وعدم الجديدة فى العمل، وبالتالى فالأمل الآن معقود على شباب مصر الواعد بأحلامه الواعدة وطموحه الجارف.

ونظراً لأن أغلب الشباب المصرى لن تتاح أمامه الفرصة للسفر للخارج، والاختلاط بشباب العالم بسبب تكاليف السفر الباهظة. ففى تقديرى -أن فكرة إقامة منتدى للشباب داخل مصر، ندعو فيه شباب العالم المتقدم للحديث مع الشباب المصرى، مثل هذا المؤتمر، يعتبر -بالتأكيد- فرصة سانحة لكى يكتسب شباب مصر من أفكار وعادات وتقاليد شباب العالم المتقدم، الصفات الحميدة التى يتمكن من خلالها الارتقاء ببلاده حتى يصل بها إلى الصفوف الأولى، فلا يخفى على أحد، أن الفارق كبير جداً، بين العامل المصرى والعامل الأجنبى.

حين كانت مصر أم الدنيا، جاءها من كافة أنحاء العالم كثير من الأجانب. فمنهم من قصد العيش فيها، فأنشأ المصانع والمتاجر، ومنهم من جذبه إليها جوها ومناخها العليل، فقصد العيش فى ربوعها والاستمتاع بجمالها. ولا أخفى سراً، إننا تعلمنا منهم الكثير، تعلمنا النظام والنظافة والجديدة فى العمل، فأصبح العامل الحرفى وكذا العامل الكتابى من أفضل العاملين فى منطقتنا العربية، وحين قامت ثورة يوليو سنة 1952، رحل الأجانب عن مصر وأغلقوا مصانعهم ومتاجرهم وأنشطتهم الأخرى، وتهافتت الدول العربية على عمال مصر الحرفيين لسمعتهم الطيبة وجديتهم، وترتب على هذا أن رحل الأجانب والمصريون الذين تتلمذوا على أيديهم، وعم الإهمال والتكاسل واللامبالاة.

وبهذه المناسبة، فإننى أتعجب كثيراً من بعض الكتَّاب والأدباء، الذين يهاجمون الطلبة فى الجامعات لمجرد إقامة الحفلات الشبابية، فبعض الكتَّاب يهاجم الشباب لخروج بعض هذه الاحتفالات عن الذوق العام. ومع اختلافى فى وجهة نظر هؤلاء الكتاب، فإنى أرى أن للشباب اندفاعه وطموحه وجنوحه أحياناً، فالشباب تتحكم فيهم مشاعرهم وعواطفهم أكثر من عقلهم فهذه سنة الحياة، فكل مرحلة عمرية تشكيلها وطبيعتها، وكم من دول أطبقت على شبابها ومنعة الاختلاط فى المدارس والجامعات، وترتب على ذلك انتشار الشذوذ بشكل غير مقبول. بل وأكثر من ذلك فقد ساعد ذلك فى انتشار والأفكار المتطرفة التى أفرزت لنا الإرهاب والإرهابيين.

اختلاط شبابنا بشباب العالم الذى تم فى منتدى الشباب العالمى فكرة طيبة لتقريب الأفكار والمفاهيم، خاصة أن هذا المنتدى تم تخصيصه لكى يتحدث شباب العالم لزملائهم المصريين ويعرضون عليهم أفكارهم وابتكاراتهم، وهذه فرصة جيدة لشبابنا، ليتعرفوا من خلالها على أفكار وآراء الآخرين. الفرصة الآن متاحة أمام شبابنا الذين يريدون أن يرتقوا بأفكارهم ومبادئهم، ويتعلموا من شباب العالم المتقدم إتقان العمل والإنتاج الجيد. كفانا انغلاقاً على أنفسنا وفرض القيود على الشباب.

دعوا الزهور تتفتح -كما يقول المثل الصينى- لا تحرموا الشباب من حقهم فى الحياة، دعوهم يختلطون مع الآخر، وليكن منتدى الشباب الذى دعى إليه سيادة الرئيس بداية هذا الأسبوع هو البداية لنشر هذه الفكرة بين شبابنا، فهى فكرة طيبة تستحق كل التقدير والاحترام. فمرحباً بمنتدى الشباب، وكم أتمنى أن يتكرر مرات ومرات كثيرة.

وتحيا مصر.