رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

التمثال البديع الذى نفذه المثال العالمى عبد الهادى الوشاحى لعميد الأدب العربى قرر الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق استبداله بآخر قبيح وهو التمثال الموجود حالياً بميدان الجلاء.

و رغم مرور 44 عاما على رحيل طه حسين ما زال السؤال صالحا لماذا نصر على تشويه رموزنا فى جميع المجالات؟

يحكى الفنان والمثال زوسر مرزوق قصة تمثال طه حسين فى ميدان الجلاء قائلا: طرحت وزارة الثقافة مسابقة لعمل تمثال لعميد الأدب العربى فاز بها الفنان عبد الهادى الوشاحى وهو مثال عالمى ، له أعمال فى معظم متاحف العالم ويعد فخرا لكل فنان عاصره وتعرف عليه، ولكن عندما تصبح الأمور فى أيدى موظفين تحدث المعجزة، طلب الوشاحى من وزارة الثقافة جزءا من قيمة التعاقد لإقامة التمثال بالحجم الطبيعى للبدء فى التنفيذ، «فالوشاحى فنان أصيل لا ينتمى إلى هذا ولا ذاك» ولا يملك إلا قوت يومه، فطلب الموظف منه إقامة التمثال مدعيا أن القانون لا يسمح له بصرف أى مبلغ إلا بعد الانتهاء من التمثال وتسجيله فى المخازن، فعرض الوشاحى أن تتولى الوزارة تنفيذه تحت إشرافه وقوبل طلبه بالقبول، وتم تكليف فنان آخر، ذللت له كل الصعاب لعلاقته الشخصية بوزير الثقافة آنذاك، وأنا لا أعترض على مستوى هذا الفنان غير أن العمل لا يمت بصلة لصاحبه ولا يظهر شخصية طه حسين فهو امتداد طبيعى لاتجاه الفنان الذى يعتمد على التجريد، وهكذا ضاع طه حسين، والغريب أن منفذ التمثال لم يقرأ كتابا عن طه حسين أو لطه حسين، فجاء التمثال باهتا خاليا من اية معالم تشير إلى شخصية عميد الأدب العربى.

ويقول « مرزوق» إذا كان طه حسين ابن القرية المصرية لم تبهره الحضارة الفرنسية ولم يضيع فى دهاليزها، وإنما تكمن قيمته فى قدرته على التحاور معنا بثقافته المصرية والعربية، يأخذ منها ويضيف إليها فأخذ منها دقة البحث، وأضاف إليها بلاغة المعنى حتى تفرد بأسلوبه المميز السهل الممتنع، فكان من الضرورى أن تظهر هذه القيمة فى التمثال الخاص به، ولكن مع الأسف، رغم جمال التمثال النسبى بين أعمال الفنان إلا أنه يصلح للتعبير عن أى انسان غير طه حسين الذى من أهم مميزاته أنه قريب من البشر، فطالب لهم بمجانية التعليم وحرية المرأة وغاص فى أعماق تراثنا الادبى فهو قريب منا ومن أفكارنا وليس متعاليا علينا ينظر إلينا وننظر إليه فى مستوى النظر ولا ينظر إلينا من «عل» وإن كان لابد أن يكون التمثال مرتفعا فلنا فى تمثال سعد زغلول «قدوة» لذا نجد أنه رغم ارتفاع تمثال زغلول إلا أن اشارته باليد جمعت كل الشعب ليسير فى اتجاهه، واستغل الفنان القاعدة بلوحات نحت بارز لتكون همزة وصل بين المتلقى والتمثال وهذا ما لم يتحقق فى تمثال طه حسين، وإذا ادعى البعض أن الفنان لم يهتم فلسفيا بتاريخ طه حسين فهو أيضا لم يهتم بتكوين الجثمان أو التشخيص ومن ثم لا أرى ضرورة من نسبة التمثال لطه حسين.

فهل يأتى العام القادم ونرى تمثال العميد الحقيقى يتوسط قاهرة المعز إعترافا منا بقيمته وعلمه.. أشك.

[email protected]