عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

بلا فخر.. نتمتع دون شعوب العالم بصفة كريهة تنهى عنها كل الأديان.. الكذب، نكذب حتى على أنفسنا حتى نصدق أكاذيبنا ونقنع الآخرين بها.. نعم.. نحن فنانون فى إنكار الحقيقة.. تزييفها.. تمييعها.. الإلتفاف حولها، المهم ألا نقولها أبدا ولا نعترف بها.. الحقيقة إننا كمجتمع رغم تديننا.. «المزعوم»، وترابطنا.. «الموهوم»، صرنا «إلا من رحم ربى» قشوراً من أشياء.. قشور من إظهار الدين مع فقداننا روح وتعاليم وخلق العقيدة، قشور من إظهار الترابط والتغنى به فى الداخل والخارج، والواقع اننا صرنا مفككين.. مهلهلين، هان بعضنا على بعض حتى داخل الأسرة الواحدة، وصار «الدم مية»، واختفى مضمون المثل الذى تشدقنا به دوما «عمر الدم ما يبقى ميه».

نكذب ونحن نربى أولادنا على عدم الكذب، نكذب حين نعلمه أن يزعم لمعلمة الفصل أن سبب غيابه عن المدرسة أو عدم أدائه الواجب أنه كان مريضاً، فلا يقول الحقيقة إنه خرج مع أسرته أو انشغل فى أى أمر آخر، نضربهم حتى لا يكذبون، ونحن نكذب أمامهم آلاف المرات، توصيهم الأم ألا يقولوا حقيقة المصاريف التى أنفقوها لأبوهم، ولا الأماكن التى خرجوا إليها، ولا تأخرهم خارج المنزل، ويوصيهم الأب أن ينكر وجوده لمن يطلبه على الهاتف، وألا يخبروا أمهم عن مكالمة ما سمعوها منه، ولا عن أشياء أخرى كثيرة عرفوها مصادفة عنه، ويطلب الأب والأم من الأولاد ألا يذكروا حقيقة أنهم مسافرون للمصيف، وأن يزعموا سفرهم لأداء واجب عزاء أو زيارة مريض بالعائلة، بزعم درء الحسد، وغيرها الكثير، ويتلقف الأولاد المهمة، فيلفقوا الأكاذيب تحت مئات المبررات، حتى يكذبوا على والديهم!.

فينشأ الطفل كذاباً ونافراً وكارها للبشر وخائفاً منهم لا يضيع فرصه ليعلو على أكتافهم، هذا الطفل لن يتردد فى الغش بالامتحان لينجح على حساب مجهود غيره، وإذا أكرمه الله بفرصة للعمل، سيستخدم كل خبراته السابقة فى الكذب، ليزين ويجمل « السى فى» الخاص به - سيرته الشخصية - التى يتقدم بها للعمل، وسيضيف خبرات وشهادات مضروبة لهذا الملف، ليقتنص فرصة عمل ليست من حقه، هذا إن لم يستخدم أحد والديه نفوذاً ما وواسطة قريبة أو بعيدة ليفوز الابن بوظيفة ليست من حقه، لأنه أقل خبرة وكفاءة وصلاحية، فيخلق فى نفوس من هم أحق منه البغضاء والكراهية والشعور المطلق بالظلم وبكراهية الزمان والمكان.. وبكراهية كل ما يرمز لهذا الوطن.. كراهية العلم ومحاولة الانتقام من كل ما هو وطنى.. وللحديث بقية.

[email protected],com