رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

لاتزال السلطة المركزية فى بغداد، تواصل الضغط على أكراد العراق فى إقليم كردستان شمال البلاد، وتنسى أن الضغط يمكن إذا بلغ حدودًا معينة، أن يؤدى إلى الانفجار! 

ولاتزال السلطة نفسها تطالبهم بالمزيد، كلما قدموا تنازلًا جديدًا، حتى يبدو الأمر وكأنها ستطلب منهم فى النهاية، مغادرة العراق، إذا لم يعد هناك جديد يقدمونه لها! 

أقول هذا من باب التعاطف الإنسانى مع الأكراد، لا أكثر، فلقد كنت أول الذين كتبوا فى هذا المكان، وفى غيره، مطالبًا الأكراد بالحوار مع بغداد، بدلًا من الذهاب إلى استفتاء الخامس والعشرين من سبتمبر الماضى، حول الانفصال عن جسد الدولة العراقية! 

ولكنهم ذهبوا، وتبين أن ٩٣٪‏ منهم يؤيدون الاستقلال!!.. ولكن سوء الحظ جعل الاستفتاء يأتى فى توقيت لا يبدو المجتمع الدولى فيه، راغبًا فى دعم رغبتهم خطوة واحدة! 

وما كاد حيدر العبادى، رئيس الوزراء العراقى، يشم رائحة هذا التوجه لدى المجتمع الدولى، وخصوصًا لدى الولايات المتحدة الأمريكية، حتى راح يطارد أكراد بلاده، ويضغط عليهم بكل ما عنده من قوة!.. وقد راح يفعل ذلك مدعومًا بتأييد المجتمع الدولى الذى خذل الأكراد، كما خذلهم من قبل مرات كثيرة، ومدعومًا أيضًا بتأييد واسع من الجارة إيران! 

ولم تكن طهران تدعمه، حبًا فى بقاء العراق بلدًا موحدًا، قويًا، متماسكًا، كما أريد أنا، ويريد كل عربى محب للعراق، ولكنها كانت تدعمه خوفًا على نفسها من طموح أكرادها هُم الآخرون، نحو الاستقلال عنها فى دولة مستقلة، وهو أمر ليس جديدًا على كل حال بالنسبة للأكراد الإيرانيين، فلقد أقاموا دولة لهم على أرضها عام ١٩٤٦، وكان اسمها مهاباد! 

وقد زحف العبادى بقواته إلى كركوك، وأخرج الأكراد منها بالقوة، ففروا إلى داخل إقليم كردستان، وأعلن مسعود بارزانى، رئيس الإقليم، تجميد نتائج الاستفتاء، واستعداده للحوار مع بغداد لحل كل المشاكل، ولكن العبادى فى المقابل رفض وأعلن أنه لن يرضى بأقل من إلغاء الاستفتاء ونتائجه نهائيًا! 

وقد كان خروجهم من كركوك، وتجميدهم نتائج الاستفتاء، ورغبتهم فى الحوار، كافيًا جدًا لأن يعلن رئيس الوزراء العراقى أنهم عراقيون، قبل أن يكونوا أكرادًا، وأن لهم، ابتداء من اليوم، ما لكل عراقى، وعليهم ما على كل عراقى، وأن العراق يتسع لكل أبنائه! 

شىء كهذا مطلوب، وبسرعة، لصالح العراق كله، ولصالح أكراده أيضًا!