رؤى
بالمصادفة وقعت عيناى على تفاصيل حادث مقتل شيكوريل، كنت أقلب فى جريدة اللطائف المصورة، أعداد سنة 1927، فوجئت بخبر مقتل شيكوريل، تصدر الخبر الصفحات الأولى من اللطائف ومجلة المصور وأغلب الصحف التى كانت تصدر آنذاك.
قبل فترة كان الفنان عزت أبوعوف تحدث فى أحد البرامج، وذكر أن الفيلا التى اشتراها والده، كان يملكها شيكوريل، وقال إن شيكوريل قتل فى الفيلا، وكانت العفاريت تظهر لهم وهم صغار.
لم أكن للأسف قبل لقاء أبوعوف قد قرأت أو سمعت عن حادث شيكوريل، لكن المصادفة وضعتنى أمام تفاصيل الحادث، واتضح لى أن القتيل، يكن مورينو شيكوريل مؤسس محلات شيكوريل، العصامى اليهودى الإيطالى الذى هاجر من تركيا إلى القاهرة، وبدأ حياته عاملاً فى محل «هانو»، بل القتيل كان ابنه الأكبر سلامون، وعمره 45 سنة، وكان يقيم فى فيلا بشارع الجيزة أمام مديرية الأمن، الجريمة وقعت مساء الخميس 3 مارس، وتم اكتشافها فى صبيحة يوم الجمعة 4 مارس، دخل الخدم على سلامون وزوجته وفجئوا بالدماء تلطخ حجرة النوم، اعتقدوا انه قتل هو وزوجته، البوليس لاحظ غياب السائق الخاص بالقتيل، اسمه ادواردو موروماركو ايطالى الجنسية، عمره 23 سنة، حامت الشبهات حوله، أخطر البوليس السفارة الإيطالية، وتم استدعاء إدواردو واعترف على شركائه فى الجريمة.
كان إدواردو يحتسى الخمر قبل أيام مع آتاسى خريتسو يونانى الجنسية، 32 سنة، السائق السابق لسلامون شيكوريل، ومع داريو جاكويل، انجليزى، 21 سنة، وجوناردو جريمالدى، إيطالى 27 سنة، اتفقوا خلال الجلسة على سرقة الخواجة سلامون، يحتفظ بأموال ومجوهرات فى حجرته، خططوا لدخول الفيلا ليلا بتسهيل من إدواردو، ثم يعودون إلى غرفة النوم، يقومون بتخدير سلامون وزوجته خلال نومهما، ثم يقومون بسرقة المجوهرات والأموال.
مساء الخميس، وقبل منتصف الليل، فتح إدواردو لهم باب الفيلا، وتسللوا إلى غرفة النوم، وقاموا بتخدير الزوجة، وشعر سلامون بهما، حاول مقاومتهم، ارتبكوا ودب الفزع فى قلب آتاسى اليونانى، أخرج سكيناً من ملابسه وطعن بها سلامون 11 طعنة أدت إلى وفاته.
محمود بك خلوصى، مدير الجيزة، اتصل بالسنيور امبيلو مينى قنصل إيطاليا بالقاهرة، وأخطره بالجريمة، والشبهات التى تدور حول السائق ادوارد، وعلى جوناردو، امبيلو كلف عبدالله أحمد خليل قواص القنصلية بالقبض عليهما، واعترف ادواردو أمام القنصل بالجريمة، الشىء نفسه تم مع المسيو أندريا ياداكيس قنصل اليونان بالقاهرة، وألقى القبض على أتاستى خريستو، فلم يكن للبوليس المصرى حق القبض عليهم والتحقيق معهم، كما لم يكن أيضا للقضاء المصرى حق محاكمتهم، واحيلوا للمحكمة المختلطة، قضاتها أجانب، وحكمت بإعدامهم.