رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

هل من شريف محب لهذا البلد لم يدم قلبه حزناً على أبنائنا الأبرار، زينة الرجال وخيرة شبابنا الذين استشهدوا فى العملية الإرهابية الخسيسة على طريق الواحات يوم الجمعة الماضى، من لم تدمع عيناه واعتصر قلبه على كل الشهداء الذين سبقوهم وراحوا على أيدى إرهابيين كفرة من كل دين.. فجرة من كل خلق أو إنسانية.. خونة لكل شربة ماء ولقمة عيش وأشعة شمس نالوها على أرض هذا الوطن الآمن الأصيل.. إرهابيون باعوا شرفهم وأنفسهم ووطنهم لأعداء مصر، ومؤكد أن كل الشرفاء رغم أحزانهم يتمنون لو انضموا لصفوف الجيش والشرطة، وقدموا بدورهم أرواحهم لحماية وطننا الذى ليس لنا سواه، والذى لو ضاع.. ضعنا وما صار لنا وطن آخر غيره.

ومع أحزاننا، هل فكرنا بعمق فى المفارقة الكبرى بين مصريين لديهم فى كل لحظة الاستعداد لتقديم أرواحهم فداء للوطن وبين مصريين «للأسف» لديهم فى كل لحظة الاستعداد لبيع الوطن وتهديد أمنه واستقراره مقابل حفنة دولارات.. دينارات أو ليرات، واستعداد لقتل اخواتهم.. أبناء الوطن من جيش وشرطة ومدنيين بدم بارد فى عمليات إرهابية خسيسة، ما هو الفارق التربوى والأخلاقى والمجتمعى بين هؤلاء الوطنيين وهؤلاء الخونة.. مؤكد هناك فارق يؤكد أن المتطرفين الإرهابيين الخونة لم تقم أسرهم بدورها، ولا مؤسسات المجتمع كلها التربوية والدينية والتعليمية فى غرس الانتماء وحب الوطن بداخلهم، وتم تركهم بصورة أو بأخرى ليقعوا فرائس فى أيدى أعداء الوطن، فماتت ضمائرهم وتحولت لنيران حقد وكراهية تقتل وتدمر فى أرجاء الوطن وهو ما يتطلب وقفة جادة وحقيقية لاقتلاع كل الأسباب التى أدت إلى تحول حفنة من أبناء الوكن إلى اسلحة تطعن فى صدر الوطن.

نعم علينا جميعاً أن نتحرك.. أن نتصدى كل فى مكانه.. الأسرة.. المدرسة.. الجامعة.. كل مؤسسات الدولة الدينية والاجتماعية، كل يقوم بدوره لإنقاذ أبنائنا، هذا الجيل والأجيال القادمة من الوقوع فى براثن الجهل والتخلف والفقر، هذا المثلث الشيطانى الذى ينمو بداخلة وبسهولة أى متطرف إرهابى خائن، علينا جميعا التحرك لخلق الانتماء داخل أبنائنا قبل أن يتحول علم مصر إلى أكفان تغطى أجساد الشهداء المتساقطين تباعاً على أيدى إرهابيين فقدوا انتماءهم للعلم وللوطن، وقد التقطتهم عناصر المؤامرة الشرسة التى تهدف إلى إلهائنا وإغراقنا فى بحار من الفشل والدم، ووقف مسيرتنا الاقتصادية التى بدأت انطلاقتها الحقيقية فى الداخل وفى الخارج عبر اتفاقيات وبرتوكولات توثق علاقات مصر بدول متقدمة اقتصاديا، علينا أن نعترف بأننا شركاء ولو بالصمت والتجاهل والتغاضى فى وجود وتنامى هؤلاء الإرهابيين.

[email protected]