يبدو أن المصالحة التى جرت على أرض فلسطين، بين حركة فتح فى الضفة الغربية، وبين حركة حماس فى غزة، ليست على هوى الولايات المتحدة الأمريكية!
ولو كانت على هواها، لكانت قد ساندتها، وقدمت لها المساعدة، وكانت قد مدت لها يد العون، بدلًا من أن تعرقلها، أو تقف فى طريقها!
فالأنباء القادمة من واشنطن هذه الأيام، تقول إن ادارة الرئيس الأمريكى دونالد ترمب، ليست راضية عن المصالحة.. وبمعنى أدق، فإن رضاها عنها مشروط!
والشروط المعلنة تبدو تعجيزية، أكثر منها مقبولة، أو معقولة، أو ممكنة!
وقد صدرت تصريحات عن قيادة حماس تقول، إن واشنطن تُصعّب المصالحة!.. والحقيقة أن هذه لهجة دبلوماسية من جانب الحمساويين، لأن الولايات المتحدة تضع شرطين، كل واحد منهما يكفى وحده لنسف المصالحة من أساسها، لتعود الأمور بيت الضفة وبين غزة إلى المربع الأول!
إن الشرط الأول هو اعتراف حماس بإسرائيل!.. وهو شرط تعرف واشنطن أن قيادة حركة حماس لن توافق عليه، مهما كان!
والثانى أن تقوم بنزع سلاح المقاومة فى غزة، وخصوصًا سلاح كتائب عز الدين القسام بالطبع.. وهذا بدوره شرط يبقى فى غاية الصعوبة، إنْ لم يكن مستحيلًا، لأن إدارة ترامب تعرف تمامًا أن حماس التى رفضت هذا الطلب من حكومة الرئيس محمود عباس، لن تقبله من أمريكا!
وهناك شروط أخرى مطروحة، وأشياء موضوعة على الطاولة، غير أن هذين المطلبين هما الأصعب، وهما الأشق على أى فلسطينى، وليس على الحمساويين وحدهم!
صحيح أن اعترافًا متبادلًا، بين منظمة التحرير الفلسطينية، وبين تل أبيب، قد جرى وقت الرئيس ياسر عرفات، واسحاق رابين، ولكنه اعتراف لم ينتج عنه شيء حقيقى لصالح القضية الفلسطينية!.. فإسرائيل من يومها، ومنذ نشأت عام ١٩٤٨، هى اسرائيل، ولكن الأرض الفلسطينية تتناقص يومًا بعد يوم، وبعد أن كان قرار التقسيم يعرض على الفلسطينيين ٤٣٪ من الأرض، فى التاسع والعشرين من نوفمبر ١٩٤٧، أصبح كل المتاح الآن، لا يزيد على ٢٢٪ منها.. هذا إذا أُتيح أصلًا، أو بقى على حاله!
وليس سرًا أن المطالب الأمريكية هذه، هى ذاتها المطالب التى ترددها اسرائيل، منذ توقيع اتفاق المصالحة إلى اليوم!
ولا بد أن هذا يُرينا شكل التسوية التى تريدها أمريكا للقضية.. ولكن الفلسطينيين قادرون لو تمسكوا بالمصالحة إلى غايتها، على أن يفرضوا على الأمريكان، وغير الأمريكان، أنهم أصحاب قضية عادلة!