رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 ما أجمل الانتصار.. ما أجمل أن تجد أن أمنية لك قد تحققت.. فما بالك بأمنية وطن بأجمعه.. أمة كانت تحلم بأن نحقق يوماً ما نصراً فى أى مجال، حتى إن كان نصراً رياضياً وفى مباراة لكرة القدم، نصراً ينقلك إلى مكان آخر وتكون من ضمن الصفوة. هذا النصر جاء متأخراً 28 عاماً.

وقد كنت من الجيل الذى عاش فرحة التأهل إلى كأس العالم فى عام 1989 بعد مباراة الجزائر وجاء الهدف بعد معاناة ورغم هذه المعاناة أتذكر أن الناس ملأت شوارع القاهرة الكبرى ومدن الجمهورية كلها خرجت بعفوية فرحة وذهبنا إلى إيطاليا قدمنا أداءً مشرفاً بتعادلين وهزيمة.

 ونفس السيناريو حدث يوم الأحد الماضى، فوز بعد معاناة.. نصر تحقق بعد لحظات عصيبة كبيرة.. ولكن فى النهاية خرج الشعب المصرى فرحاً يرقص ويغنى، رغم أن ما جرى هى مباراة كرة قدم وليس نصراً عسكرياً أو اقتصادياً أو سياسياً ولكن الناس تريد الفرحة لتنسى ما هى فيه من الألم والأحزان.

 ونحن نريد أن ننتصر يوماً ما بدون معاناة وبدون حرق أعصاب وبدون أن ننتظر عطايا الآخرين ليس فى الكرة ولكن فى السياسة والاقتصاد وفى العلاقات الدولية وفى كافة المجالات نريد أن نكون أصحاب المبادرة دائماً وليس رد فعل لما يحدث لنا، نريد أن نكون فى موقع الهجوم دائماً وليس موقع الدفاع. نريد أن نرى فى كل مسئول قدوة للشباب يقتدى بها فى عمله وفى حياته حتى لا يبحث عن قدوة غريبة عنه.

 فهذا الانتصار لا بد أن نترجمه إلى معان أخلاقية وأن نستعيد أولاً أخلاقنا المفقودة، فما زلت أتذكر العبارة التى كانت مكتوبة على سور مدرستنا الابتدائى منذ 5 عقود من الزمن «إن أردت أن تعرف أخلاق أمة، فانزل إلى ملاعبها».. هذه العبارة تدل على أن الأخلاق تظهر فى الرياضة فى ممارسيها وفى مشجعيها وفيمن يديرها.

 وهذه العبارة تنطبق على كل شىء إن أردت أن تعرف مدى التزام شعب، فامشى فى شوارعه واركب مواصلاته العامة وإن أردت أن تعرف الحرية التى يتمتع بها أى شعب، فاقرأ صحفه وشاهد قنواته التلفزيونية، فإن رأيت أن نقداً عنيفاً يوجه للمسئولين فيها، فاعلم أن فى هذه الدوله حرية تمارس على الأرض ولكن إن رأيت الصحف متشابهة والتلفزيونات تذيع نفس الأخبار وبنفس الترتيب، فوقتها سيكون العكس.

 فالرياضة هى سبيلنا لاستعادة أخلاقنا المفقودة وهى طريقنا لأن نحقق إنجازات تسعد هذا الشعب المقهور من ارتفاع الأسعار وضعف الأجور ومن الفساد الذى ينخر فى جسد الدوله بصوره واضحه للعيان.

 فالرياضة قد تكون القاطرة لإسعاد الناس وإدخال الفرحة إلى قلوبهم ويجب أن نهتم بها وأن نركز فيها وإن نعلم أولادنا إن كان تقدم الأمم بالعلم فإن إسعاد الشعوب أصبح الآن بالرياضة، فإن سقط العلم، فلنهتم بالرياضة.