رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

أتابع ما يجرى فى العراق، وأتابع أطرافًا إقليمية وأخرى دولية تلعب على أرضه، وأتساءل بصدق: أين نحن.. وأين مصر مما يحدث؟! 

إننى لا أقبل من أحد، أن يرد ويقول إن الوزير سامح شكرى صرح قبل الاستفتاء على استقلال كردستان العراق، فى ٢٥ سبتمبر، بأن القاهرة حريصة على وحدة العراق! 

ولا أقبل أن يرد واحد آخر ويقول إن الوزير شكرى صرح أيضًا، فى حوار مع الأهرام، الجمعة الماضية، بأن مستقبل كردستان العراق غامض، وأنه لا أحد يستطيع التكهن بما سوف يكون هناك، لأن المنطقة فى حالة سيولة كبيرة، ولأن دولًا كبرى حاضرة فيها بأدوار مختلفة! 

لا أقبل هذا فى الحالتين، ليس بالطبع تقليلًا من شأن التصريح الصادر عن الوزير فى حالتيه، ولكن لأن وزن مصر، رغم كل ما تواجهه من صعوبات اقتصادية، يقاس بحضورها، وبتأثيرها، وبفاعليتها، فى قلب كل أزمة عربية، وليس بتصريح يجرى إطلاقه هنا، أو هناك.. وهى قادرة على أن تحضر، وتؤثر، وتفعل! 

إن أنقرة لا تجعل يومًا يمر، منذ إجراء الاستفتاء، إلا وتكون قد طرحت حلًا، أو تكون قد نسقت مع إيران فى اتجاه حل آخر، أو تكون قد اتصلت ببغداد، بحثًا عن حل ثالث، أو تكون قد تواصلت مع باريس، من أجل حل رابع، أو تكون قد تكلمت مع الأكراد أنفسهم، فى سبيل حل خامس! 

وكذلك الحال فى طهران! 

ومن بعد أنقرة، وطهران، تتسابق عواصم العالم المؤثرة، لعل واحدة منها يكون لها السبق فى الوصول إلى حل عملى على الأرض، ترضى به العاصمة العراقية، ويحظى برضا أربيل عاصمة كردستان فى ذات الوقت! 

وأخيرًا قرأنا عن أوساط تطرح الكونفدرالية حلًا بين الطرفين، على اعتبار أن حلًا من هذا النوع يمكن أن يكون حلًا وسطًا بين طموح كردستان فى أن يكون لها كيانها المستقل، أو شبه المستقل، وبين إصرار بغداد على أن يبقى العراق كما كان دائمًا: دولة واحدة، متماسكة، وقوية! 

إن كل دولة تتقدم بحل فى الأزمة، تظل لها مصلحتها المباشرة، أو غير المباشرة، فيما تقدمه، وبصرف النظر تمامًا عما إذا كانت مصلحتها تلتقى مع المصلحة العراقية.. فهذا آخر ما تفكر فيه كل هذه الأطراف المتصارعة على العراق.. أما القاهرة فلا مصلحة لها، إذا ما تحركت وطرحت حلًا، سوى أن يكون العراق للعراقيين، وأن يكون إضافة للقوة العربية، لا خصمًا منها أبدًا! 

لا أرى سببًا يجعلنا ننأى بأنفسنا عما يدور فى بلاد الرافدين.. فكل الأسباب تدعونا وتغرينا!