رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

المجهودات الكبيرة التي بذلها سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في محاولة جمع شمل الفرقاء الفلسطينيين تمهيدا لجلوسهم على طاولة المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، علي امل الوصول الي حل يرضي جميع الأطراف الفلسطينية والاسرائيلية. وبالتالي، تنتهي المشكلة الفلسطينية الإسرائيلية بلا عودة. هذه الجهود التي بذلها سيادة الرئيس نأمل ان تأتي ثماره قريبا.

بيني وبين نفسي، فاني اشك كثيرا في حدوث تقارب بين الفلسطينيين والإسرائيليين للصلح والتعايش معا في سلام. الا انه رغم ذلك فهناك بصيص امل ان تتحقق المعجزة، ويتم الصلح بين الجانبين إذا ما خلصت النوايا في تحقيق الآمال المنشودة من السلام، ولكن لابد أولا وقبل أي شىء، ان تكون هناك رغبة صادقة لدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ان ينهي النزاع الذي مازال قائما بين العرب وإسرائيل، كما فعل سابقه الرئيس جيمي كارتر مع الرئيس الراحل العظيم أنور السادات، فقد استطاعا الاثنين معا في ان يتفقا مع الجانب الإسرائيلي على انهاء الحرب بين مصر وإسرائيل وحلول السلام بينهما في مقابل تطبيع العلاقات وعودة الحياة الطبيعية بين الجانبين.

لقد مر علي الصلح بين مصر وإسرائيل ما يزيد عن خمسين عاما، وكان من المفروض ان معاهدة السلام التي تمت بينهما ان يتبعها في ذلك الوقت معاهدات اخري بين باقي دول المنطقة من اجل حدوث السلام الشامل والكامل، الا انه -مع الأسف الشديد -لم ترتض باقي الدول العربية هذا الصلح، بل واتهم الراحل العظيم أنور السادات بالخيانة، حتى انتهي الامر باغتياله في عيد النصر وسط جيشه. والان أصبح –في تقديري -من الصعب ان ترتضي إسرائيل بما سبق ان ارتضت به في عهد الراحل العظيم أنور السادات. ففي تقديري، فان إسرائيل لن تقبل إعادة الأراضي العربية التي احتلتها في عام 1967 مرة اخري لمجرد السلام، فهذا المبدأ أصبح من الصعب قبوله الان، نظرا لان وضع إسرائيل الان اختلف كثيرا جدا عن وضعها في اعقاب حرب 1967.

ولا يخفي عن أحد، فان اغلب الدول العربية الان، اجرت اتصالات واتفاقات تجارية مع الجانب الإسرائيلي. وبالتالي، فهناك شبه صلح قائم بالفعل بين اغلب الدول العربية وإسرائيل، بل ان هناك دول عربية ارتمت تحت اقدام إسرائيل لخدمتها وتنفيذ مآربها مثل الدويلة المارقة المسماة (قطر)، فالعلاقات العربية الإسرائيلية حاليا تختلف تماما عن العلاقات ابان حرب 1967، فقد أصبحت إسرائيل الان من أقوى دول منطقة الشرق الأوسط، ان لم تكن الأقوى، عسكريا ونفوذا عالميا. وبالتالي، يصعب في ظل هذا الوضع الجديد ان تقبل بما سبق وقبلت به في الماضي.

في تقديري، ان إسرائيل أصبحت الان لا تفكر في إعادة الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967 للعرب لمجرد الصلح والعيش في سلام، فاغلب الدول العربية تعيش بالفعل مع إسرائيل في سلام. إسرائيل الان تحلم في ان تحقق حلمها القديم، بإنشاء دولتها الكبرى الممتدة من النيل للفرات، بل انها تطمع فيما هو أكثر من ذلك، ان تمتد تلك الدولة لتشمل كل افريقيا والجزيرة العربية ايضا. هذا هو حلم إسرائيل الان، ومن ثم فلا يتصور مع هذا الحلم ان تعيد إسرائيل الارض التي سبق ان احتلتها. ولا يغيب عنا ايضا، ان منظمة حماس وهي صنيعة إسرائيلية، الهدف منها احداث الفرقة والخلاف بين الفلسطينيين أنفسهم، حتى يستحيل التفاوض او الصلح بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

نعود فنقول .. فان الصلح بين الجانب الفلسطينيين والجانب الإسرائيليين، وان أصبح الان حلم بعيد المنال، فمازال هناك بصيص من الامل في الله سبحانه وتعالي اولا، ثم في الضغوط الامريكية لتحريك المياه الراكدة، ان كانت هناك ضغوط.

وتحيا مصر.