رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

لا يستطيع أيا من كان أن ينكر الدور الكبير الذى باتت تلعبه الأجهزة الرقابية فى مصر خاصة بعد تلك الثقة الكبيرة التى أولاها إياهم الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة كشف الفساد والفاسدين، على اعتبار أن الفساد لا يقل خطورة فى تأثيره على المجتمع وأنه العدو الثانى بعد الإرهاب الذى يجب القضاء عليه وعلى ذيوله وأتباعه ومراكز فساده فى الوزارات والأجهزة والهيئات المختلفة فى الدولة.  

كما أن تلك الجهات الرقابية كان لها دور كبير في كشف عن العديد من قضايا الفساد فى الدولة مؤخرا ليس ذلك فقط بل جميع الأجهزة يأخذ برأيها في المسئولين الكبار والوزراء قبل توليهم مواقع المسئولية، ولذلك فلا يجب أن نحاكم المسئولين فى مواقع المسئولية الآن عما اكتسبوه من حر أموالهم وجهدهم قبل توليهم مواقع المسئولية.. ولكن فقط يجب محاسبتهم عما اكتسبوه بعد توليهم مواقع المسئولية والتربح من وراء مراكزهم لخدمة مصالحهم الشخصية لا محاسبتهم  عما اكتسبوه من حر أموالهم وجهدهم. 

يا سادة.. أقول هذا القول بعد تلك الحرب الممنهجة التى أراها ضد وزير الطيران المدنى شريف فتحى والتى انتهت بتقديم  احد نواب البرلمان  طلب  إحاطة إلى الوزير بخصوص بعض المعلومات والمستندات المنشورة والمتعلقة بإحدى الشركات المملوكة للوزير وعائلته منذ سنوات، وحتى الان والتى  تكشف أن وزير الطيران المدنى شريك ومؤسس شركة «ترافل بوك»، منذ 11 أغسطس 2011، وهذه الشركة لها سجل تجاري يحمل رقم 1014143 بيروت بتاريخ 22 أغسطس 2011 بنسبة 78% للوزير، بينما تمتلك زوجته نسبة 19% والابن 3%، وتحتكر الشركة خدمة الطيران العارض (شارتر) دون غيرها، وتتحكم في السوق السياحي بالمنطقة.

يا سادة.. يا محترمين .. يا نواب البرلمان اتقوا الله فى النماذج المجتهدة التى تبذل قصارى جهدها من أجل مصلحة الوطن، اتقوا الله فى الجهات الرقابية التى تواصل الليل بالنهار من أجل اختيار نماذج صالحة للمراكز المختلفة في الوزارات والهيئات تحاول بهم من ناحية مواجهة مراكز قوى الفساد داخل الوزارات والهيئات المختلفة ومن ناحية أخرى وضع آليات جديدة لمواجهة التحديات داخل الوطن.

يا سادة.... يا نواب البرلمان هل نسيتم ما فعلتموه مع وزير التموين السابق  من اتهامات بالفساد والإفساد والتربح من وراء مركزه حتى جاء القضاء وبرأه على رؤوس الأشهاد.. وبرأ  معه الأجهزة التى اختارته.. .هل أعطيتم لأنفسكم الحق فى محاكمة من ارتضوا أن يتحملوا المسئولية فى ظروف غاية في الصعوبة؟.. إذا كان هذا حقًا من حقوقكم التى اعطاها إياكم الدستور باعتباركم نواب هذا الشعب لمحاكمة من يخطئ.... فلماذا إذن لا تحاسبوا أنفسكم على ما اقترفتموه فى حق الوطن؟ لماذا لا تحاسبوا زملاءكم الذين استغلوا مناصبهم فى التربح  مثلما حدث مع  تأشيرات الحج وخلافه وما خفى كان أعظم، وما ستسفر عنه الأيام القادمة ليس بالبعيد.

يا سادة .. يا  نواب الأمة.... يا ضمير شعبها الحى، لماذا  لا تحاسبوا من جاءوا  إلى  البرلمان بالرشوة والمحسوبية وشراء الأصوات،  شراء فقر الغلابة واحتياجهم؟ لماذا لا تحاسبوا من جاء إلى البرلمان بالفساد وعاث فيه فساداً؟.. مثلما تفعلون الآن من محاسبة لمسئول جمع ثروته وكون شركته قبل أن تختاره الأجهزة الرقابية لكفاءته لتولى المسئولية. 

إذا كان وقت الحساب قد آن فعلينا أن نحاسب الجميع.. وانا هنا لست مدافعا عن وزير الطيران لأننى اثق جيدا فى ذكائه الاجتماعى وحرصه على سمعته التى اوصلته إلى الكرسى الذى يجلس عليه الآن.. .كما أننى اثق أن هناك أجهزة رقابية فى الدولة الآن لايعنيها إلا مصلحة الوطن والوطن فقط وأهله الطيبين.. ولذلك فلست قلقا على الوزير، لأننى اعلم جيدا أن إقرار ذمته المالية مسجل به ما تتحدثون عنه وتحاولون إيقاعه به.. .ولكن ما أخشاه أن تشككوا فى اختيارات الأجهزة التى تختار وتريدون إيقاعها  بعد سلسلة وقائع الفساد التى كشفتها وتكشفها. فهل أنتم جادون فى محاكمة تلك الجهات على اختياراتها؟ أم أنكم فقط مشككون فيها من أجل مصالح مراكز قوى الفساد التى عششت فى مفاصل الدولة؟ 

همسة طائرة.. السادة نواب البرلمان اتقوا الله فى المخلصين من الوزراء والمسئولين وكونوا لهم عونا فى مواجهة مراكز  قوى الفساد داخل وزاراتهم التى عشش فيها الفساد وأصبح غولا يحاول ان يلتهم الأخضر واليابس.. واتقوا الله فى الأجهزة الرقابية التى تبذل قصارى جهدها من أجل انتقاء أفضل العناصر.. .فقط وفقط حاكموا الفاسد إذا أفسد وهو جالس على كرسيه ولا تحاسبوه على جهده وذمته، فإن له أهلا وأسرة تسأله وتحاسبه عما يكتب.. لا تكرهوا المسئولين فى مناصبهم حتى تظل خاوية على عروشها لمراكز قوى الفساد المتغلغلة في مفاصل الدولة.. وإذا كان لا بد من المحاسبة.. فحاسبوا أنفسكم أولًا.. يرحمكم الله.