أفهم أن المسلم إذا قرر أن يحج بيت الله الحرام، فإنه يفعل ذلك قاصدًا وجه الله وحده، وقاصدًا أن تكون حجته بينه وبين ربه، لأنها عبادة، ولأن العبادة شأن خاص بين العبد وبين الرب.
أما أن يذهب ليحج، قاصدًا وجه الكاميرات، والعدسات، والفيس بوك، وباقى مواقع التواصل الاجتماعى، أو التى تُسمى هكذا، فالغالب أنها تجارة أكثر منها عبادة!
ولا تزال صور الداعية إياه، وهو يبكى حول الكعبة، تملأ المواقع.. والواضح من زاوية التقاط الصورة، أنه طلب من أحدهم أن يصوره عندما ينخرط فى الدعاء، وفى البكاء، وفى النحيب!!
وهو ما حدث فعلًا، فليست هذه أبدًا صورة لمسلم ذهب يؤدى ركنًا من أركان الإسلام، خالصًا لوجه الخالق، ولا هذه لقطة تقول إن صاحبها خشع لأنه فى مكان يقتضى الخشوع.. إنها صورة تقول إن صاحبها داعية بدرجة ممثل من الدرجة الثانية، وإلا ما كان قد انكشف بسرعة هكذا أمام الناس!
يتصور الداعية الممثل أنه يمكن أن يخدع المصريين من جديد، كما ظل يخدعهم قبل ٢٥ يناير، عندما كان يطل عليهم من فوق أكثر من شاشة، بينما ابتسامته الصفراء تسبقه، مرة، وبينما دموعه المصنوعة تجرى على خديه، مرة ثانية، فى عملية خداع كبرى راح يمارسها على الغلابة فى البلد بإصرار!
وقد كانوا يصدقونه بكل أسف!..
وكان هو يواصل التمثيل، ويتصور أن ألاعيبه المكشوفة، وحركاته المفضوحة، وكلماته المعسولة، سوف تظل تنطلى على المصريين!
وعندما جاءت ٢٥ يناير، كان انكشافه الكبير، وكان افتضاح أمره، وكنا على موعد مع الكثير من الأقنعة الزائفة، وهى ترتفع من فوق وجهه، قناعًا من وراء قناع، ليقف فى النهاية عاريًا من أى قناع!
وحين ذهب حاجًا هذه السنة، قيض الله له مَنْ كشفه كما لم ينكشف أمر أحد من قبل، فرأينا صورته وهو واقف إلى جوار شاب يرفع علامة رابعة!
وقد حاول أن يتنصل من الصورة، وأن يتبرأ من صاحبها الشاب.. ولكن دون جدوى.
إن صورته مع الشاب تشير بوضوح إلى حقيقة المربع الذى يقف فيه، وتكشفه من حيث لم يحتسب، ومن حيث لم يتوقع.
صورته مع الشاب تكشفه وتُعريه.