رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

رغم اتفاق الجميع على أن دولة مثل مصر، بسكانها، وموقعها، وتاريخها.. ليست فى المكانة التى تستحقها.. ولكن فى المقابل لا أحد يعرف ما هى الطريقة للوصول إلى المكانة التى تستحقها!!

وفى زمن الفراعنة، وكذلك مع تولى محمد على الحكم، عرف المصريون الطريق إلى المكانة التى يستحقونها.. ولذلك لدى كل مصرى قناعة داخلية، تصل إلى حد الإيمان العميق بأننا شعب يستطيع الوصول إلى المكانة التى يستحقها والدليل أنه فعلها قبل ذلك أيام المصريين القدماء وبأشياء واقعية وموجودة، ومازالت تبهر العالم وتدهشه.. لدينا الأهرامات والمعابد والتماثيل.. بل إن المسلات الفرعونية العملاقة، كأول أبراج عرفتها البشرية، منتشرة فى أكثر دولة العالم المتحضر وليست مجرد أوهام أو تصورات أو معجزات منقرضة مثل الديناصورات مازالوا يبحثون عن أدلة لتأكيد وجودها.. ولكن كل معجزاتنا فى العلم والفن موجودة وشاهدة على ما كانت عليه هذه الدولة من مكانة تستحقها!

كذلك، يرى البعض أن الوالى محمد على عرف طريقاً آخر للوصول بمصر إلى المكانة التى تستحقها.. ولكن منذ محمد على، وحتى الآن كان هناك الكثير من الاجتهادات، سواء فى العصر الملكى أو الرئاسى للوصول بمصر إلى المكانة التى تستحقها.. ولكن كلها اجتهادات.. بعضها أصاب فى أجزاء وبعضها أخطأ فى أجزاء، وبعضها واجه مؤامرات، وبعضها واجه حروب، وكذلك انتصارات.. إلا أنها فى النهاية لم تصل بمصر إلى المكانة التى تستحقها!

ولا بد أن نعترف.. أن جزءاً كبيراً من أزمتنا مع الكثير من الدول، العربية والغربية، وكذلك مع أنفسنا هو إحساسنا إننا نستحق الأفضل، وأننا أفضل منهم، تاريخياً وحضارياً، وأن هذه المكانة التى نحن موجودون فيها هى مجرد مرحلة مؤقتة.. وقد جعل ذلك الكثير من الدول حذرة من التعامل معنا.. خوفاً أن يكون عبدالناصر ليس إلا محمد على الجديد يريد أن يبنى أكبر جيش للتوسع والسيطرة على بعض الدول العربية أو الأفريقية، أو يكون السيسى ليس إلا عبدالناصر الجديد يسعى لفرض السيادة السياسية المصرية على الدول المجاورة..!

وفى الجلسة التى عقدتها إحدى لجان الكونجرس الأمريكى لمناقشة المعونة المصرية والتى على إثرها جمدت الحكومة الأمريكية بعضًا من المعونة، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق توم مالينوسكى، إن مشكلتنا مع المصريين أنهم يرون أن المعونة حق لهم ولا يجب مناقشتهم فيها ويرفضون المناقشة مع المسئولين الحكوميين حول هذا الموضوع!!

وكذلك الدول العربية، وخصوصاً الخليجية، لا تختلف كثيراً عن الموقف الأمريكى.. يرون أن حكاية الشقيقة الكبرى، وأن مصر هى الأكبر عدداً والأسبق تحضراً، والأقوى جيشاً.. لم تعد مقبولة فى ظل تراجعها الاقتصادى والسياسى فى المنطقة.. وطالما نحن الذين نعطى الآن، يجب أن يكون هناك مقابل سياسى أو عسكرى المهم فى النهاية تكون تابعة وليس متبوعة!

وللأسف.. إن موقفنا مع أنفسنا لا يختلف كثيراً عن موقف الدول الغربية أو العربية.. فنحن مقتنعون إننا أفضل مما نحن عليه، وإننا سنصل للمكانة التى نستحقها فى يوم من الأيام بأى طريقة.. ولكن مشكلتنا أن لدينا 90 مليون طريقة ولا أحد يعرف ما هى الطريقة الصحيحة!!