رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

 

ما أجمل أن يعلو صوت الغناء على ما عداه من أصوات، فالمجتمع الذى يغنى، هو المجتمع الذى يحدوه الأمل فى غد أكثر إشراقاً. إنه المجتمع المتفائل الذى يسعى إلى تحقيق الأمانى التى يصبو اليها أبناؤه وهم واثقون من قدرتهم على إنجاز ما عقدوا العزم على تحقيقه. وبقدر ما تتسع جنبات البلد، بسهوله ووديانه، بشعابه وجباله، بصخوره ورماله لأصوات الغناء التى تتردد أصداؤها فيها، بقدر ما تنتشر السعادة بين أبنائه، فأصوات الغناء لا تقف عند كونها نغمات تتردد فى الفضاء السابح حولنا، ولكنها نشيد الحياة الذى يدعونا إلى المشاركة فى صنعه، كل بقدر استطاعته، ولكن الجميع مدعو إلى المشاركة، فلحن الحياة يخص الجميع، ولكل نصيب منه.

وبعد فترة من انحسار نشاط الفن والغناء فى مصر، اللهم إلا بعض الشذرات التى تصدر من بؤرة الفنون فى مصر، ونقصد بها دار الأوبرا، التى تستضيف كل عام مهرجان الموسيقى العربية بإشراف الفنانة القديرة إيناس عبدالدايم، رئيس الأوبرا، فتعوض به بعضًا من غياب حفلات الغناء التى اعتادت القاهرة وغيرها من المدن المصرية الكبرى على استضافتها على مر السنين، شهدت الأيام الماضية عودة محمودة للنشاط الغنائى التى لم تقتصر على القاهرة وحدها ولكن ساحاتها امتدت إلى العديد من بقاع الوطن الغالى.

لقد علت أصوات الغناء وترددت نغماته الجميلة فى محكى القلعة، حيث أضاف المكان التاريخى لقلعة صلاح الدين إلى سحر النغمات وروعتها. لقد اجتذب محكى القلعة أعداداً كبيرة من عشاق الغناء الذين توجهوا إلى المكان التاريخى التليد الذى يشرف من علوه الشامخ على قاهرة المعز بسحرها الذى لا يقاوم، فتوافدوا بالآلاف على الحفلات التى أحياها عدد من نجوم الغناء الذين ينتمون إلى مدارس مختلفة تراوحت من الغناء الحديث الذى قدمته الفنانة الشابة نسمة محجوب، إلى الغناء الكلاسيكى الذى أبدع فى تقديمه كل من الفنان محمد الحلو والفنان إيمان البحر درويش. لقد كانت حفلات محكى القلعة التى قدمتها دار الأوبرا المصرية بمثابة نسمات عطرة رطبت ليالى القاهرة الساخنة.

ويمتد الغناء إلى ساحل مصر الشمالى، حيث قام نجوم الغناء الشبابى الذين يحظون بشعبية جارفة وفى مقدمتهم محمد منير وعمرو دياب وشيرين بإحياء حفلات صيفية اجتذبت الآلاف من الشباب الذين تكدسوا فى الطريق الساحلى إلى درجة أنهم تسببوا فى أزمات مرورية فى ذلك الطريق ما يظهر تعطش الناس إلى الغناء وتوقهم إلى الارتواء منه. وحتى لا تتسبب مثل هذه الحفلات الكبرى فى مضايقة أو إلحاق الأذى بالجماهير، فإننا نهيب بالجهات المنظمة أن تتعاون مع الجهات الأمنية فى إمدادهم بالمعلومات الصحيحة عن حجم الحضور المتوقع، وإدخال نظم حديثة لدخول وخروج هذه الأعداد الكبيرة دون أزمات، والمهم أن يعلو صوت الغناء وأن يستمر طوال الوقت فى كل ربوع مصر.

وأخيراً وليس آخراً، بعثت الحياة من جديد فى ركن ركين للغناء المصرى، ونقصد به برنامج أضواء المدينة الذى بدأ فى الستينات من القرن الماضى تحت إشراف الإذاعى الفذ جلال معوض، وكان النافذة الرئيسيّة لكل من يريد العمل فى حقل الغناء فى مصر من موسيقيين وشعراء ومطربين. ولقد شرفت بالاشتراك فى تقديم هذا البرنامج أثناء فترة عملى مذيعاً فى البرنامج العام فى الستينات. ولقد تنقلنا مع أضواء المدينة فى العديد من المحافظات المصرية أثناء احتفالها بأعيادها القومية، وشاهدنا كيف كانوا ينتظرون هذا الحدث من العام إلى العام، لأن حفل أضواء المدينة كان يعنى فى حد ذاته عيداً قومياً، ودونه تضيع بهجة العيد. كل التحية لنادية مبروك، رئيس الإذاعة والنائبة أمل مسعود على ما تبذلانه من جهد لإعادة أضواء المدينة إلى سابق عهدها كصرح غنائى منيف.