رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

الأسبوع الماضى.. دعيت للمشاركة فى الملتقى الفكرى الأول للبرنامج الثقافى بالإذاعة.. مع كوكبة من رجال الفكر والثقافة فى مصر.. وكان ضمن الحاضرين.. الدكتور إبراهيم أبوذكرى، رئيس اتحاد المنتجين العرب.. الذى فجر فى وجوهنا قنبلة.. بكل ما تعنيه الكلمة من معان..

فقال إن القنوات العربية فى مصر.. باتت لا تشترى الأعمال الفنية.. إلا إذا كان المحتوى حسب إرادتهم فهم يفرضون على المنتجين، نوعية معينة من الأفلام والمسلسلات.. التى تخدم أغراضهم وأهدافهم.. وإذا خرج المنتج عن تعليماتهم ورؤاهم، رفضوا شراء منتجه، وبالتالى بارت سلعته.. وخرب بيته!!

بل إنه أضاف أن حكاية الرقاصة والمطرب والكباريهات.. والتى نراها فى الأعمال الفنية.. هى حسب أوامر وشروط ورؤى.. هذه القنوات العربية!!

كلام خطير -وهو مسجل يعنى على مسئولية صاحبه- وهو يحمل معانى فى منتهى الخطورة.. فقد شكا المصريون فى الخارج، خاصة فى الدول العربية، من سوء الأعمال الفنية، وإساءتها إلى صورة مصر فى الخارج.. بعد أن أصبحت أغلب الأفلام والمسلسلات لا تحمل أى مضمون محترم.. اللهم إلا مجرد بلطجى وراقصة من ماخور.. وهى الصورة النمطية فى كل أفلام السبكى وأمثاله.. التى تريد ترسيخ صورة ذهنية بشعة عن مصر.. وكأن بلادنا قد تحولت إلى ماخور كبير!!

والآن اتضح يا سادة يا كرام أن كل شىء يتم -بأوامر مباشرة- من قنوات البث المنتجة أو المعارضة.. لهذه الأعمال المسفة!! وهو قول خطير.. يعنى أن هناك من يريد ويسعى للإساءة إلى صورة مصر.. فى الداخل والخارج.. وضرب قوتها الناعمة.. وريادتها الإعلامية والثقافية فى الصميم!! مستخدمين فى ذلك كل الإمكانات الفنية المصرية.. من أقلام وأفكار وفنانين.. وكافة أدوات العمل الفنى.. كل ذلك أصبح مسخرًا لخدمة صاحب المال، وتنفيذًا لشروطه المجحفة!!

صحيح أن رئيس اتحاد المنتجين العرب.. قد دافع عن نفسه.. وعن كل زملائه المنتجين لكل الأعمال الفنية.. وقال: أنا مجرد صنايعى.. أنفذ ما يطلب منى!!

وهذا فى حد ذاته يدين هؤلاء المنتجين.. ولا يبرئهم.. لأنه يعنى أنهم تحولوا لمجرد أدوات.. فى يد أصحاب المال العربى.. فى الإساءة لسمعة هذا البلد العظيم!!

صحيح أنه برر ذلك بأن الدولة أصبحت لا تنتج فنًا، سواء قطاع الإنتاج أو صوت القاهرة أو حتى مدينة الإنتاج الإعلامى.. لكن فى رأيى ليس مبررًا على الإطلاق لأن يصبحوا عبد المأمور فى الإساءة لمصر!!

يا سادة القضية خطيرة.. وتتعلق بسمعة وريادة وشرف مصر.. لا بد من وجود الدولة فى مجال الإنتاج الفنى.. وإلا ما فائدة وزارة الثقافة.. والمليارات من الجنيهات المخصصة لها؟!

لا ينبغى أبدًا أن نترك المجال الفنى.. لكل عابث أو متآمر.. أو حتى جاهل.. لا يعى ما يسىء لبلده.. بتقديمه لأعمال فنية هابطة.. تسىء لصورتنا فى الخارج.. وتجعل أولادنا يضعون رأسهم فى الطين.. من تريقة الأشقاء العرب.. وهمزاتهم وتلميحاتهم الجارحة!!

يا سادة أرجوكم.. تدخلوا بسرعة قبل فوات الأوان!!