رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

قال القيادى الإخوانى البارز صبحى صالح، واللى نسى هو مين ودوره إيه فى زمن الذهاب إلى حكم الإخوان أفكرهم فهو عضو لجنة «البشرى» لوضع التعديلات الدستورية بعد ثورة 25 يناير (بداية صعود المنحدر الإخوانى وفق تعريف «مرسى» العجيب، وبداية إعلان النوايا السودة من أول خطوة بعد الثورة).. قال صالح ذات مرة بحماس المنتمى الإخوانى «أسأل الله أن يتوفانى على الإخوان»، وبالطبع هى فى أصل المقولة التى اقتبس منها مقولته «اللهم أمتنا على الإسلام»، ولكن وبسرعة قام إخوانى آخر فهلوى بإخراجه من المأزق، فقال «مع تحفظى على طريقة قوله ذلك، ليس المقصود منها إن الإخوان ديانة والعياذ بالله، ولكن الإخوان وسيلة لنصرة هذا الدين وهو يرى فى الجماعة السبيل الأمثل، فدعا الله أن يعمل لدينه حتى آخر لحظة فى حياته».

ذكرتنى تلك الحكاية الإخوانية بمقولة «فولتير» المفكر الفرنسى المرموق (1694- 1778)، التى كتبها كوصية له وهو فى أيامه الأخيرة «إن فولتير يموت على عبادة الله وكراهية الكهان» رداً على تدخل ووصاية الكنيسة والتى أعلن رفضها فى زمانه، ولأن «فولتير» كانت من قضاياه الرئيسية المطالبة بحرية التعبير والتسامح الدينى، فقد خاض معارك هائلة مع السلطة المتمثلة فى الكنيسة، وكان لفكره وفكر أقرانه من المفكرين والمصلحين الأثر والدور الهام لتحريك وتفعيل الثورة الفرنسية، وكان الملك لويس الخامس عشر قد أصدر قراراً بمنع دخوله لفرنسا وحَرمت الكنيسة وجود كُتبه واعتبرته هرطيقاً مخربا للعقيدة الصحيحة وهادماً لتعاليمها. وبعد سجنه الثانى فى الباستيل أخرج منه بشرط أن يذهب باتجاه بريطانيا، وعجبه أن فيها أكثر من ثلاثين مذهباً دينياً بدون قس واحد، ومن أشهر شعاراته «اسحقوا عار التعصب الدينى» تعقيبًا على ما شاع حول حكاية حب بين شاب كاثوليكى وفتاة بروتستانتية، وكان هذا سببا كافيا لمنع زواجهما، بل طلبوا قتل الشاب.

 وخلال الثورة الفرنسية.. قال عنه المؤرخ الأمريكى ويل ديورانت فى كتابه «قصة الفلسفة» إنه كان قبيحاً مختالاً فصيحاً، واستطاع أن يكتب فى عمره المديد الذى طال حتى 84 سنة 99 كتاباً تتألق كل صفحة منها بنور الحكمة والفائدة.

ورغم مرور أكثر من قرنين من الزمان على حكاوى الصراع بين المؤسسات الدينية وأهل الفكر والإصلاح فى بلاد الفرنجة، بالفصل الكامل بين المؤسسة الدينية ونظام الحكم، لايزال رجال الدين لدينا يمارسون تسلطهم على الناس.. ففى تصريح لا أنساه غاية فى العناد وعدم إدراك من مُطلقه لواقع البلاد والعباد، قال أحد أساقفة كنيستنا المصرية والشخصية الهامة والبارزة فى حوار صحفى «بالطبع الكنيسة هى الممثل السياسى للأقباط وستظل كذلك» فى وصاية سياسية غير مقبولة على المواطن.

أيضاً وعبر حلقة تليفزيونية تابع المشاهد أساتذة وعلماء دين بجامعة الأزهر يرفضون الحوار المفيد مع أصحاب رأى ورؤى إصلاحية لأنهم يبدون فيها انزعاجهم وخوفهم ورفضهم لبعض ما يُكتب على صفحات مقررات المناهج الدراسية لطلاب المدارس الأزهرية حيث مخالفتها (من وجهة نظرهم على الأقل) صحيح الأديان ولإثارتها العديد من الفتن وترويج مفاهيم مغلوطة، ومطالبتهم بمراعاة الجوانب التربوية والنفسية والاجتماعية والقيمية عند وضع المناهج والمقررات التعليمية، والتى منها ما يتعلق بنفى الآخر والتحريض على العنف، وبدلاً من تقديم الشكر للتعاون ولفت النظر كان الإنكار الغريب، وكنت أتصور تقديم الاعتذار والتعهد بتدارك الخطأ فى أقرب فرصة بدلاً من أن يصل الأمر بأحدهم أن يقول «أيوة غلط ولكن لا يمكن حذفها، إنما ممكن الإشارة إلى أنها غلط وتركها كما هى تراثاً خالداً». إلى هذا الحد يتشارك الإعلام مع المؤسسات الدينية فى اختيار الممثل غير المناسب فى إقامة الحوارات لمجرد الإثارة حول أمور تتعلق فى النهاية بالأمن القومى و فى فترة خطيرة ننشد فيها إقامة حالة السلام والتعايش الإنسانى، بعد أن باتت المنطقة على صفيح ساخن فى مواجهة الإرهاب!