رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

.. زمان أيام الفن الجميل ساهمت كوكبة العمالقة أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم وشادية ونجاة فى تكوين وجدان هذه الأمة، والارتفاع بالذوق العام فى أنحاء العروبة، ويجب أن نعترف بأن أفضل تسمية فى وطننا العربى أكمله هم أهل الخضراء تونس الرائعة الجمال، البلد العربى الصغير فى مساحته، العظيم فى أثره، ولعلنا نذكر جميعًا بأن أول نقطة ضوء انطلقت لتعلن بدء الربيع العربى الأصيل المتحضر الذى عشق مصر وشعب مصر ولهجة أهل مصر، وكل ما يخرج من ابداع من فنانى مصر سواء فى الغناء أو التمثيل أو الإخراج. وقد كان فى تونس رئيس عاشق لمصر هو الحبيب بورقيبة انقلب عليه ذات مساء وزير داخليته زين العابدين بن على فى انقلاب أطلق عليه العم صلاح السعدنى الانقلاب «الصحى» ومع أن بن على منقلب على بورقيبة، إلا أنه شاركه نفس الهوى المصرى والعشق المجنون بكل ما هو مصرى وقد سنحت لى ظروف طيبة أن أتعرف على شاب تونسى كان يعيش فى سويسرا كان من عشاق الفنون والمتابعين لها، وهو يحرص على قضاء كل إجازة فى مصر ثم يعود إلى تونس أيامًا قصيرة يرجع بعدها إلى سويسرا، كان هذا الشاب التونسى صديقًا للعم صلاح والولد الشقى السعدنى الكبير ويحيى الفخرانى وللجميلة صفية العمرى، ولمحرم فؤاد وهو يندب حظه الأغبر لأنه لم يشاهد حليم فى الحقيقة.

هذا الولد التونسى مثال حقيقى لكل أهل تونس الخضراء واسمه ماهر، والحق أقول إننى بدورى عشقت أهل تونس من خلال الفرق الكروية التونسية ومنتخب تونس، وقد كان لتونس مكانة خاصة فى قلب الولد الشقى السعدنى الكبير، فقد كان أول عربى يدخل تونس بتأشيرة دخول فرنسية.

وظل الولد الشقى محتفظًا بجواز السفر حتى زارنا عدد من ضباط السادات عام 1971 فى جولة تفتيش مفاجئة لمنزلنا.. اختفى بعدها جواز الولد الشقى.. وكان السعدنى أيضًا هو أول صحفى يجرى حوارا مع الرئيس الحبيب بورقيبة عندما رافقه فى جولة فى انحاء تونس وكان السعدنى ممثلا لجريدة الثورة وهى جريدة الجمهورية، ومسئولاً عن قسم الشئون العربية بها بتكليف خاص من الرئيس السادات، أيامها كتب السعدنى سلسلة من زياراته لتونس، وكتبها تحت عنوان «؟؟؟؟؟؟؟؟» قاصدًا الرئيس التونسى، وهكذا تم منع السعدنى طوال العمر من الدخول إلى تونس، ومع ذلك ظل السعدنى على الود باقيًا؛ ومن حسن حظ السعدنى أنه زامل خلال رحلته الصحفية أعظم شعراء العامية المصرية بيرم التونسى، والذى كان من أصل تونسي وأتذكر أنه عندما توفى أحد لاعبى المنتخب التونسى الأفذاذ الهادى بن رخيصة، وكان السعدنى يكتب الصفحة الأخيرة فى الأهرام العربى، كتب مقالا بعنوان: "ورحل ابن الغالية"، وقال السعدنى: نعم كان اسمه بن رخيصة ولكن كانت حقيقته ابن الغالية.. ابن تونس الخضراء الجميلة التى تنتج هذا الصنف النادر من المواهب الفكرية التى هى زينة البلاد العربية، وأتمنى أن يعذرنى القراء الأعزاء، وهم خمسة قراء فى عين العدو، ماتت اثنان منهم فى طنطا وتبقى 3 قراء بارك الله لهم ومد عمرهم وأقول كل هذه المقدمة لا بد منها لكى أشرح لحضراتكم مكانة تونس وقدرها وقد فعلت ما فعلت مطربة أنا لست من عشاقها ولا من الذين يستمعون إليها وحتى أغانيها لا أعرف أساميها ولا أبحث عنها وإذا صادفتها على شاشة التليفزيون فى البرامج التافهة التى هرشت نافوخنا من «الفويس» و«تالانت» و«فاكتور» و«أيدول» وكل هذه المسميات الغريبة عن الثقافة العربية.. أقول إذا صادفت أيًا من هذه البرامج أقوم على الفور بتقليب المحطة لأنجو بنفسى من هذه الشرور التى ليس من ورائها فائدة تذكر إلا تضييع الوقت والفلوس.. هذه البنت تصورت أنها وريثة الريحانى وإسماعيل يس وشكوكو وأمسكت بالميكروفون لتصارح أهل تونس الذين تجمعوا بالألوف للاستماع إلى أغانيها، وإذا بها تروى لهم حكايتها مع ابنتها عندما علمت أنها مسافرة تونس، فقالت ابنتها «مسافرة بقدونس».. ثم ضحكت شيرين بمفردها دون الآلاف المؤلفة الموجودة، وزيادة فى الخروج عن الأدب وعن الأصول والتقاليد أضافت: «ما هم الاثنين خُضر»، وقابل الجمهور الأمر باستهجان وأقول لحضراتكم بالصراحة اللى فى زماننا كثيرة لو كنت متواجدا فى هذا المكان الذى شهد تلك المأساة لانحنيت بحثًا عن طوبة أو زلطة لكى اخبط بها رأس شيرين التى هى فى حاجة إلى إعادة ضبط و«ترتيب» لما هو موجود داخلها.. فهى عندما تخرج لتقدم حفلا فنيا فى إحدى بلاد العرب فإنها لا تمثل شيرين المطربة وحدها ولكن تصبح رمزًا مصريًا تحمل معها مصر بكل ما تعنى وكل ما تجره مصر من تاريخ ومجد وإبداع ومكانة سامية، فإذا كانت شيرين مصرة على الإساءة لعمرو دياب فهذا أمر يخصها وحدها، فعمرو زميل لها وهو مصرى تمامًا مثلها، وهو قادر على أن يرد الصاع صاعين ولعمرو جمهور عربى ومريدون لا حصر لهم، وإذا أساء عمرو لشيرين أمام هذه الموجة الجماهيرية التي تتبعه فى حفلاته، فسوف يكون أثره أكثر خطورة.. ولكن عندما تذهب شيرين إلي أى بلد عربى شقيق فإن عليها أن تلجم لسانها وتحفظه داخل الفكين، لا تخرج منه إذا قصدت الغناء هذا أفضل لها ولنا وللأشقاء العرب وإلا فإننى أطالب الكاتب الكبير ورئيس المجلس الوطنى للإعلام الأستاذ مكرم محمد أحمد بمنع شيرين من السفر إذا تكررت مثل هذه الإساءة إلى الأشقاء العرب فى تونس أو فى غيرها من بلاد العرب.. ويا ست شيرين.. قد أعذر من أنذر

أما أنت يا تونس الخضراء.. فلك فى قلوب كل العرب عمومًا وأهل مصر خصوصًا منازل لو تعلمون عظيمة.