رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

 

صدع المسئولون رؤوسنا بالحديث عن أن الأطفال هم شباب الغد , وأمل الأمة, وقادة المستقبل، ولا يخلو أى حديث من الإشارة إلى ما يبذل من أجلهم، ويبقى الكلام لا يجاوز الحناجر لأن الواقع يكذبه بل ينفيه من الأساس.

طلب ابنى محمد صاحب السنوات السبع أن يتحدث إلى، فسررت كثيرا وأصغيت إليه بإمعان، فاذ به يسرد لى قصة كاملة يحفظها عن ظهر قلب عن حلقة شاهدها باحدى الفضائيات المخصصة للأطفال التى يحرص على الجلوس أمامها ساعات طوال, واكتشفت أن الصغير لا يحكى فقط, بل يمثل ويشخص ويجعلك فى قلب الحدث, والكلام طبعا باللغة العربية الفصحى التى ربما لا يعلم أكثر معانيها, وأخذ يردد بعض العبارات الخيالية التى امتلأ بها قاموسه الشخصى، وأصبحت نبراسا له فى حياته، و يذكر أسماء الأشخاص الخارقة التى تقهر المستحيل, وتأتى بما يعجز عنه الآخرون، وكثيرا ما يقلدها تقليدا حرفيا حتى لو أدى ذلك لايذائه, ويتحين الفرصة لتكرار ذلك بل والاعتداد بها فى جميع المواقف التى بالطبع لا يدركها عقله الصغير, ورأيت سعادة غامرة تكسو وجهه عندما انتهى من عملية السرد وتأكد اننى كنت أتابعه, وسألنى فى النهاية ما رأيك؟

 فاسقط فى يدى، هل أستحسن ما قال، أم أصوبه وارشده إلى ما ينبغى ان يكون؟ واخترت الثانية بلا تردد، فبدأت الحديث بأن هذه الاشياء خيالية وهؤلاء الأشخاص لا وجود لهم فى الواقع, فقاطعنى بقوله أعرف أعرف, وأردفت «لابد أن نشاهد ما ينفعنا ويتفق مع ثقافتنا وديننا وعادتنا وتقالدينا, فقاطعنى سريعا وهل هذا موجود ؟ فصمت صمتا رهيبا ولم أجد إجابة و أكمل كلامه أشوف ايه بس يا بابا؟.

عقول أطفالنا أمن قومى ينبغى المحافظة عليها، والدفاع عنها، كفانا شعارات, نريد تحركا سريعا وملموسا, قناة مصرية واحدة تحترم عقول صغارنا, تغنيهم عن الغوص بين عشرات القنوات وامتصاص ما يبث فيها من مواد إعلامية لا تخلو من توجيههم إلى ما لا يحمد عقباه, مجلة أو صحيفة تعانق أفكار الصغار وتعيد إليهم عادة القراءة التى دهمتها أدوات العصر الحديث، برنامج إذاعى يلتف حوله فلذات الاكباد يهديهم فى ظلمات الليل البهيم.

بالله عليكم لا تتركوا أولادنا لقمة سائغة فى فم الإعلام الموجه فاذا التهمها اتهمناه ونسينا أننا من قدم له الوجبة الشهية.

[email protected]