رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

تمثل المعلومات أهم ثروة يملكها البشر لاحتوائها على كنوز المعرفة التى راكمتها البشرية عبر السنين، إلى جانب المعارف الجديدة التى تمثل المواد الأولية لاتخاذ القرارات على كافة المستويات. فالفرد العادى يحتاج إلى المعلومة لاتخاذ القرار السليم فى الحصول على احتياجاته من مستلزمات الحياة من طعام وشراب ومسكن وملبس وتعليم وخدمات صحية، وما إلى ذلك من متطلبات الحياة. وعدم توفر هذه المعلومات أو نقصها قد يؤدى به إلى عدم الحصول على ما يريد، أو الحصول عليه بتكلفة أعلى أو بصورة منقوصة.

وعلى مدى مسيرة الإنسان عبر العصور، طورت المجتمعات الإنسانية وسائل نشر المعلومات فيما بين أفرادها. فكانت البداية باستخدام النيران كوسيلة لإرسال إشارات تحذير من هجوم وشيك للأعداء أو غير ذلك من أخطار قد تهدد القبيلة أو القرية، كما استخدمت الطبول أيضاً لنفس الغرض. كذلك استخدم المنادى الذى يقوم بنشر رسالة معينة عن طريق النداء بصوت عال بمضمونها. وقد ظل هذا الأسلوب قائما ومعمولا به فى الأحياء الشعبية والقرى المصرية إلى عهد قريب وربما حتى يومنا هذا فى بعض الأماكن للتعريف باختفاء طفل أو للتعريف بافتتاح محل جديد أو غير ذلك من المعلومات المفيدة لأفراد المجتمع. ولنشر المعلومات على نطاق أبعد من المجتمعات المحلية، طور الإنسان العديد من النظم بدءاً باستخدام الحمام الزاجل والرسل الذين يركبون ظهور الخيل لمسافات متتابعة، وهو النظام الذى تطور إلى خدمات البريد التى ظلت عماد نقل المعلومات الشخصية حتى ثلاثينيات وأربعينيات القرن التاسع عشر حين طور صمويل مورس وآخرون التلغراف الذى أتاح نقل المعلومة بصورة فورية إلى مسافات بعيدة.

 وعلى أثر اختراع التلغراف جاء اختراع الراديو فى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين على يد الإيطالى ماركونى، مما أتاح نقل المعلومات بصورة فورية على نطاق واسع وعبر القارات. وجاء اختراع التليفزيون بعد ذلك في حوالى أربعينيات القرن العشرين ليضيف نقل الصورة إلى الصوت فى رحلة البشرية لنقل المعلومات. وقد جاءت أحدث خطوات هذه المسيرة بانضمام الأقمار الصناعية إلى وسائل نقل المعلومات إلكترونيا، فتحقق معها النقل الفورى للصوت والصورة لحظة وقوع الحدث، وبذلك أصبح فى مقدورنا مشاهدة المعارك الحربية لحظة وقوعها ومتابعة الأحداث الفنية ومباريات كرة القدم اثناء لعبها حية على الهواء، بغض النظر عن المكان الذى تجرى فيه حتى لو كانت فى أبعد القارات وفى منطقة توقيت زمنى مختلف. وإلى جانب ما جرى فى عالم الإذاعة والتليفزيون، شهد العالم تطوراً آخر لا يقل أهمية فى مجال المعلومات تمثل فى تطوير أجهزة الكمبيوتر بحيث أصبحت أجهزة شخصية بعد أن كانت أجهزة ضخمة تخصص لها قاعات فسيحة فى البنوك والمؤسسات الكبرى التى يمكنها اقتناء مثل هذه الأجهزة. بل إن الأمر تطور حتى أصبحت أجهزة التليفون المحمولة قادرة على القيام بوظائف الكمبيوتر فى تخزين ونقل وتداول المعلومات بكل سهولة ويسر.

ونظرة سريعة على رحلة البشرية من إشعال النيران واستخدام الدخان وقرع الطبول لتبادل المعلومات وما وصلنا إليه اليوم من تقدم مذهل فى أجهزة الاتصال الحديثة، التى تتيح لنا الاتصال والتواصل مع العالم الخارجى عبر القارات، ندرك على الفور أننا قطعنا شوطاً كبيراً فى زمن قياسى قليل. ونظرًا إلى أهمية وخطورة المعلومات التى يجرى تداولها فقد تفاوتت طرق وأساليب تداول هذه المعلومات بين الدول المختلفة وذلك تبعا لأنظمتها السياسية وظروفها الاجتماعية وأحوالها الاقتصادية. فهناك المجتمعات الليبرالية التى تأخذ بمبدأ الحرية فى تداول المعلومات، وهناك المجتمعات التى تميل إلى تقييد هذه الحرية إلى أبعد مدى، وهناك مجتمعات البين بين. والحديث موصول.