رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

ليس كل شاعر صعيديًا.. ولكن كل صعيدى شاعر، وكل أبناء الصعيد لا يعرفون من الفنون سوى كتابة الشعر ليس لأن جنيات الشعر تتلبسهم وحدهم دون الآخرين ولكن بسبب الفقر.. نعم الفقر حيث يصعب على الموهوب فى الغناء أو الرسم أو الموسيقى فى الصعيد تحمل تكلفة هذه الموهبة التى تتطلب مدربين وآلات وسفراً للقاهرة.. ولذلك لا نجد كثيراً من الصعايدة مطربين أو ملحنين أو موزعين موسيقيين.. لكنهم يكتبون الشعر لأنه الأرخص تكلفة بين كل الفنون ولا يحتاج سوى قلم وورقة.. ولهذا ليس غريباً أن أكثر الشعراء وأجملهم من الصعيد!!

ولأن الشاعر عبد الستار سليم.. يعتبر من أكبر الشعراء سناً وقامة فى قنا، وتحديداً من الرحمانية قبلى فى نجع حمادي، فإن خلفه طابور طويل من شعراء الصعيد الكبار.. ولكنه يتفرد بالتغنى بمواجع الصعيدى للوطن، وبالحزن المكنون فى قلبه.. من الحياة وأحوال الولاد والبلاد ومن المتربصين له فى يقظته وأحلامه.. فكانت قصائده معبرة بما يريد أن يقوله الصعيدى للناس والكون عن عشقه لهذا الوطن الذى لا يتجسد للصعيدى إلا فى هذا النيل.. ولولاه لمات من العطش والقفر والفقر.. فما الصعيد سوى شريان من الماء تكاد تلامس ضفافه حواف الجبال والصحراء.. ولذلك لا عجب أن تكون أجمل قصائد عبد الستار سليم قصيدة عن «النيل»:

النيل مسافر من زمان.. زى الزمان

بين الجنادل تجرحه.. لكنه عارف مطرحه

وتسيل دموعه فى الغيطان ..

ويلفها ساعة الحصاد حزمة عيدان

النيل دا عمر.. ممكن يطول بيه السفر

ممكن يعوق سكته مليون حجر

ممكن يتوه.. ممكن يلف

المستحيل إنه يجف

وعندما أراد أن يكون عبد الستار سليم هذا الصعيدى الذى شق فى قلبه المكلوم طريق الآلام للضعفاء والمضطهدين فى قلب الصعيد، كما لو أنه المسيح الصعيدي، الذى تحمل طواعية خطايا كل الصعايدة بقول رسائلهم عبر «فن الواو» وهو من فنون القول الشفاهية البديعة، وتحفظه صدور البسطاء فى الصعيد، وقد أعاد سليم، وهو الأستاذ فى الرياضيات البحتة، إحياءه بدراسات معمقة وبإبداع قصائد كانت أقرب إلى النواح بالغناء والعويل بالإنشاد.. ومن مربعات عبدالستار سليم فى فن الواو:

كان ليّا غيطى وجرنى .. سايرين على خط أبونا

خلونى هديت فرنى.. واستنى عيش الطابونة.