رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

كل عام وأنتم بخير. انتهى شهر الخير والبركات والمسلسلات على اختلاف أشكالها وألوانها ومستوياتها، وتمتع المصريون بإجازة عيد مطولة، بفضل كرم حاتمى من الحكومة التى أضافت إلى أيام إجازات العيد إجازة يوم الخميس التاسع والعشرين من يونية عوضًا عن يوم الثورة، الثلاثين من يونية، الذى تصادف وقوعه يوم الجمعة، وقد ترك هذا القرار الحكومى يوم الأربعاء الثامن والعشرين من يونية مزعزعًا ما بين إجازة العيد التى تسبقه، وإجازة يونية التى تلحقه، ولا شك فى أن الجميع تدبروا أمرهم وأشفقوا على الأربعاء المسكين من الإصابة بمشاعر الوحدة التى تؤدى إلى الإحباط والاكتئاب، وضموه إلى باقى أيام الإجازات، وهم فى ذلك المجال لا تعوزهم الحيل ولا الخبرات، فهنيئًا لهم هذه الإجازات، ولا عزاء للباكين على تدهور معدلات الإنتاج وضعف الأداء.

ونظرة على شهر رمضان المبارك تظهر أننا تعرضنا على مدى أيام الشهر لطوفان من المسلسلات أحصتها التقارير المختلفة ما بين خمسة وثلاثين وأربعين مسلسلاً، وقد زادت تكلفتها الإنتاجية عن مليارى جنيه مصرى. وقد اتبعها تسونامى من الإعلانات التى تسببت فى إفساد متعة مشاهدة المسلسلات، وخاصة الجيد منها، نظرًا لاستحواذها على النصيب الأوفر من الإعلانات. وقد تسبب هذا العدد الكبير من المسلسلات التى تكدست فى شهر واحد هو شهر رمضان، فى تشوش وارتباك المشاهدين الذين يصعب على معظمهم متابعة أكثر من عملين أو ثلاثة أعمال، على أقصى تقدير. وبغض النظر عن تعذر مشاهدة عدد كبير من المسلسلات فى نفس الشهر، فإنه لم يكن بوسع المتخصصين من النقاد وغيرهم من المشتغلين بالصناعة من إعلاميين ومنتجين التعرف على أسماء المسلسلات كلها، ناهيك عن أسماء الممثلين والمخرجين الذين أبدعوا هذه الأعمال.

ووسط هذا الطوفان، كان لى حظ تتبع ثلاثة أعمال هى: «واحة الغروب»، و«الجماعة ٢» و«هذا المساء»، والسبب فى اختيارى مسلسل واحة الغروب لمشاهدته من بداية الشهر الفضيل هو افتتانى برواية الأديب الكبير الصديق بهاء طاهر التى تحمل نفس الاسم، وكنت قد اتفقت معه على إنتاجها لحساب مدينة الإنتاج الإعلامى أثناء رئاستى لها، واتفقنا على أن تكتب السيناريو الكاتبة المبدعة مريم ناعوم، وقد تعثر المشروع نتيجة عزوف المدينة عن الإنتاج الدرامى بعد ذلك، إلى أن تولت مجموعة العدل أمر إنتاج المسلسل، ولَم يخب ظنى فى هذا العمل فخرج إلى النور على يد المخرجة المتميزة كاملة أبوذكرى كإحدى العلامات البارزة فى تاريخ الدراما التليفزيونية، فإلى جانب إلقاء الضوء على مجتمع الواحات، هذه البقعة العزيزة من أرض الوطن والتى لا تحظى بما تستحقه من عناية واهتمام، فإن هذا العمل شديد الثراء بما يحفل به من أهمية تاريخية تعود به إلى أيام انتفاضة عرابى وما صحبها من أحداث شكلت شخصية بطل الرواية التى جسدها باقتدار النجم المتألق خالد النبوى ومعه النجمة منة شلبى إلى جانب كوكبة من الفنانين الذين أجادوا جميعًا أدوارهم، فضلًا عن تميز التصوير والإضاءة والملابس.

أما المسلسل الثانى فهو «الجماعة ٢» للكاتب الكبير وحيد حامد، وقادنى إلى متابعة هذا المسلسل تميز الجزء الأول منه والرغبة فى معرفة تطور الجماعة التى تمكنت فيما بين جزأى عرض المسلسل من الوصول إلى حكم مصر، وقد ساهم ذلك فى انكشاف أمرهم وعدم صلاحيتهم لحكم البلاد وإبعادهم فى نهاية المطاف على يد ثورة الثلاثين من يونية، وقد أثار المسلسل الكثير من القضايا التى شغلت الرأى العام وخاصة علاقة ثورة يوليو ١٩٥٢ بجماعة الإخوان وعلاقة زعيم الثورة جمال عبدالناصر بالإخوان وما إذا كان قد أدى يمين الطاعة للجماعة أم لا.. ونواصل الحديث فى الأسبوع القادم.