رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

 

لا نملك سوى أن نراهن على غسان سلامة في ليبيا! 

لا نملك سوى الرهان عليه، بعد أن أصبح مبعوثًا دوليًا للأمم المتحدة هناك، لعله يستطيع أن يقدم للإخوة الليبيين ما لم يستطع غيره من المبعوثين الدوليين أن يقدمه  على مدى سنوات، منذ سقوط نظام العقيد القذافي! 

لقد سقط نظام العقيد في غمرة ما صار معروفًا بأنه الربيع العربي، ومن بعده راح المبعوثون الدوليون يتقاطرون على ليبيا لحل الأزمة فيها!.. كان آخرهم المبعوث الدولي كوبلر، ومن قبل كان المبعوث هو الإسباني ليون، ومن قبلهما جاء مبعوثان آخران، ليكون غسان سلامة هو المبعوث الخامس! 

وقد ثبت من تجربة العالم كله مع فكرة المبعوث الدولي، أنها تجربة لا تؤدي الى شيء، وأنها تطيل الأزمة في أي أرض، ولا تحلها، وكأن هذا هو الهدف في كل حالة قررت الأمم المتحدة معها، أن تبعث مبعوثًا دوليًا الى أي بلد، من أجل حل أي أزمة! 

إن تجربة المبعوث الدولي في اليمن، تقول هذا المعنى بكل لسان، وتقوله تجربة كل مبعوث دولي ذهب الى سوريا، وتقوله تجربة المبعوثين الأربعة في ليبيا، فلقد جاء كل واحد منهم، ثم غادر وأنهى مهمته، وبقيت الأزمة في كل حالاتها كما هي، بل أشد! 

أما الرهان على سلامة، فلأنه أول مبعوث عربي الى ليبيا، ولأنه رأى وعاش التجارب الأربع السابقة عليه، ولأنه لن يرضى لنفسه أن تنتهي تجربته النهاية نفسها التي انتهت بها التجارب الأربع.. وبالطبع،  فإن الرهان هنا ليس على إطلاقه، لأن كون المبعوث عربياً لا يكفي لنجاحه، فقد كان الأخضر الإبراهيمي مبعوثًا في سوريا، ثم غادر لتبقى الأحوال فوق الأراضي السورية على ما نراها عليه  ! 

والمؤكد أن جزءًا من المسئولية في حل أي أزمة يقع على أطرافها الوطنية، في المقام الأول، وإلا، فكيف نتصور قدرة أي مبعوث على تقديم أي حل، في ليبيا مثلاً، إذا كانت ثلاث حكومات تتنازع السلطة فيها ؟!.. إن الرهان الثاني، بعد الرهان على غسان سلامة، يظل على إدراك أي ليبي لحقيقة ثابتة تقول، إن أحدًا لن يخاف على بلد، ولن يحرص على مصالحه، قدر خوف وحرص أهل البلد أنفسهم عليه.

وسوف يكون على غسان سلامة أن يلفت انتباه الإخوة في ليبيا الى هذه الحقيقة، قبل أن يبدأ في عمل أي شيء آخر، لأن هذه الحقيقة هي الأساس في نجاحه، وفي نجاح سواه من زملائه المبعوثين، ولا أساس غيرها. 

إن الطامعين في أرض ليبيا بلا عدد، سواء على مستوى الإقليم، أو خارجه، وكذلك فإن الطامعين في ثروات ليبيا من النفط تحديدًا، بلا حصر، فمتى يفطن الليبيون الى هذا، ومتى يقطعون الطريق عليه ؟! 

 نريد أن نرى في غسان سلامة، صورة العربي الذي يخدم قضايا بلاده العربية، على النحو الواجب، ويدخل الى الأزمة ليحلها، لا ليديره.