رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

بمناسبة الاحتفال بعيد الفطر المبارك، أعاده الله على شعبنا الطيب بالخير واليمن والبركات، استضافتنى الإعلامية الرائعة «لينا شاكر» للحديث إلى برنامجها «صفحة جديدة» على الفضائية المصرية الحكومية «نايل لايف» فى إطار إعداد حلقة من البرنامج يتم إذاعتها أول أيام العيد للحديث كمواطن مصرى حول أهم ما يحمل الاحتفال بالعيد من ذكريات بالنسبة لى والحديث حول برامج ومسلسلات شهر رمضان بعد نشر مقالى «التليفزيون ديوان العرب»..

منذ أكثر من ست حقب مرت بعمرى، صادف يوم مولدى أن يكون فى نهاية الشهر الكريم، ولأن «رأس» كاتب السطور ضخم وكنا نعيش فى قرية بعيدة عن أهل الحضر نسبيًا حيث مقر عمل الوالد، فقد كان صراخ أمى يشق سماء «شطانوف» بينما دقات المسحراتى تتعالى فى تزاوج وتداخل دراماتيكى مذهل، لأنه أصر الوقوف تحت بيت «المقدس بشاى» منتظرًا سماع صرخات المولود، وصار ينادى باسمى وأنا ما زلت جنيناً، فقد عرف بطريقته أن الوالدة قد قررت إطلاق اسم الطبيب المعالج على مولودها إذا تم المراد من رب العباد وطلع إنه ولد، لأكون المواطن الوحيد فى مصر المحروسة، الذى نادى عليه «المسحراتى» قبل أن يخرج إلى دنيا الوجود، وتحدث الولادة مع فرحة كبيرة بحدوث الإنجاز التاريخى بدون عمليات فى الخمسينات من القرن اللى فات، ومعاها فرحة ليلة العيد مع الجيران والأحباب، مع بعض الخسائر البسيطة، حيث اضطر الطبيب وهو يشد بقوة المولود لتشويه أصابع قدمى لتترك لى تلك الذكرى لأسأل والأهل يضحكون.

فى حلقة البرنامج تحدثت عن افتقاد الدراما الكوميدية، وتلك النظرة الدونية المتخلفة للكوميديا من جانب أهل الإنتاج التليفزيونى ونفس الأمر مع دراما الطفل، واعتبار منتج مثل تلك النوعيات من الدراما «منتج وكاتب ومخرج درجة ثانية» ولا يحصلون على جوائز على مستوى الأعمال أو حتى تقييم الدولة (جوائز التفوق والتقديرية والتشجيعية إلخ)!!

عن فن الكوميديا والفكاهة، يقول الكاتب والأديب والشاعر «عبدالقادر المازنى» عن أهمية وجود الطرفة والنكتة والكوميديا فى حياتنا «أما الفكاهة، فشىء مختلف جداً، لأنها تدور على المعانى والحقائق، وتغوص على الجوهر ولا تتعلق بالصور العارضة، وأنا أخالف من يذهبون إلى أن هناك فكاهة لفظية وأخرى معنوية. وعندى أن ما يُسمى فكاهة لفظية أولى به أن يدخل فى باب النكتة، وأخالف أيضًا من يظن أن الفكاهة من شأنها أن تغرى بالضحك أو على الأقل بالابتسام، عندى أن الفكاهة قد تضحكك أو لا تضحكك، فليس هذا بالذى له قيمة، وهو راجع إلى الأسلوب الذى يُساق فيه المعنى، وقد تجىء الفكاهة صارمة الجد، بل أصرم من الجد نفسه، وسواء أحملتك أم لم تحملك على الضحك أو الابتسام، وأدخلت أو لم تدخل على نفسك السرور، فإنها لا بد أن تغريك بالتأمل والتفكر، والنظر والتدبر، وسأسوق مثالًا واحدًا له نظائر كثيرة: قصيدة للشاعر الإنجليزى توماس هاردى اسمها على ما أذكر «وفد الأرض»، وفيها يتخيل الشاعر أن وفدًا من الكرة الأرضية صعد إلى السماء، واستأذن فدخل على «الرب»، شكا إليه حال الجنس الإنسانى، وما يلاقى من الحروب والأوبئة والطواعين والظلم والقسوة إلى آخر ذلك، فأخذ الرب يتفكر ويحاول أن يتذكر، ويقول كمن يحدث نفسه: الأرض؟ الجنس الإنسانى؟ أنى أتذكر أنى قبل ملايين من السنين خلقت شيئًا كهذا فى جملة ما خلقت من ملايين الكواكب والنجوم، فهل هذه الأرض لا تزال موجودة؟

وهنا ينبغى أن أقول: إن الشاعر مسيحى صحيح الإيمان بدينه، وليس بملحد كما قد يسبق إلى وهم القارئ، وقصيدته هذه تنتهى بما يشهد له بصحة العقيدة وعمق الإيمان، وهو لا يريد أن يقول إن الله سبحانه نسى الناس وكرتهم الأرضية، وإنما يريد أن يصور ضآلة هذه الكرة، التى يتوهم الأكثرون أنها مركز الدائرة قطب الرحى فى هذا الكون المهول الذى لا يعرف له أول من أخر، هان شأن الإنسان المغرور المنتفخ الأوداج..

وكل عام وجميعنا بخير نعيش أياماً مباركة معًا نتشاركها بسعادة وفرحة تمسح عنا كل أوجاع الماضى وتمنحنا جلد مواجهة ظروف الحاضر لندلف إلى مستقبل هو الأروع بإذن الله، ويا رب اجعله وطنًا للسعادة..

[email protected] com