هذا الأسبوع تجدد لقاء سامح شكري، وزير خارجيتنا، مع إبراهيم غندور، وزير خارجية السودان، وجاءت بعد اللقاء تصريحات من الوزيرين على الجانبين.
قال الوزير شكرى إن مصر تحترم سيادة واستقرار الخرطوم، وإنه ناقش مع نظيره السودانى تجاوز القيود والصعوبات التى تقف فى طريق العلاقة بين البلدين.
وقال الوزير غندور إن العلاقات بين القاهرة وبين بلاده، مقدسة، وإنه ناقش كل شيء مع شكري، وإن الصراحة كانت حاضرة طوال النقاش، وكذلك الشفافية، وأنه سلم الرئيس السيسى رسالة من الرئيس عمر البشير.
ولا بد أنك عندما تطالع مثل هذه المعاني، سوف تسأل نفسك فى تلقائية: أين المشكلة إذن؟.. إن هذه ليست طبعاً المرة الأولى التى يلتقى فيها الوزيران، ولكن فى كل مرة كانا يلتقيان فيها، ويؤكدان على المعانى ذاتها، كنا نفاجأ بعدها، بأن المشاكل تجددت، وأنها عادت مثل الأول.. وربما أكثر.
وإذا كان ذلك راجعاً الى شيء، فهو راجع فى ظني، الى أننا لا نزال على الجانبين غير مؤمنين حتى الآن بما يكفي، بأنه من الطبيعى أن تكون بيننا نقاط خلاف، وأن نقاطاً للاتفاق لا بد أن تكون موجودة الى جوار النقاط الأولى، وفى حالة مثل حالة مصر والسودان، سوف تكون المناطق المشتركة فى العلاقة، أكبر بالضرورة من مناطق الخلاف، لأن ما يربط بين الشعبين، على مستوى النهر الخالد تحديداً، ثم على مستويات أخرى موازية، لا يربط بين شعبين آخرين.
ليس مطلوباً من مصر أن تتطابق وجهات نظرها مع وجهات نظر السودان، فى مختلف القضايا، ولا هذا مطلوبًا على الجانب السوداني، ولكن المطلوب أن تتوافق الآراء على الناحيتين، وأن نوظف نقاط الاتفاق، وهى كثيرة بطبيعتها، فى اتجاه تقليل مساحات الخلاف، أو تجنبها مؤقتاً على أقل تقدير، لعلها مع الوقت تتحول من مساحات خلاف واختلاف، الى مرتكزات للتلاقى والاتفاق.
لا أكاد أصدق أن دولاً أخرى تلعب فى أسس العلاقة بيننا، فالإخوة فى الخرطوم أهل سياسة، وأهل أدب وفكر، وأهل عقل، وليس من السهل أن ينطلى عليهم لعب من هذا النوع.
ليس للسودان غير مصر بمعنى من المعاني.. والعكس صحيح.. وعلينا أن نبنى على هذا دائماً.