رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حياتنا عبارة عن سلسلة من الأحداث المتناقضة، تتعاقب وتتلاحق بشكل محير، يصعب فهمه أو تخيله.. قد تحمل معانٍ ودلالات يصعب فهمها في حينها، أو إدراك مدلولاتها إلا بعد فوات الأوان!

لكن، يبدو التساؤل المثير للاهتمام: متى كان إجماع الغالبية على رأيٍ ما يعني أنه صواب، وما المعايير التي يقاس على أساسها أن الغالبية بالفعل مع ذلك الرأي؟

في الحقيقة، من الصعب أن نجد في أي زمان، توافقًا أو إجماعًا كليًا ورأيًا موحدًا على قضية ما، أو أشخاص بعينهم، لأننا سنكون وصلنا إلى مرحلة من التماهي والتطابق، لم يصل إليها السابقون أو اللاحقون!

الوضع الراهن، تبدو فيه الأمور ملتبسة، وأعقد مما يظنه كثيرون، ولذلك نعتقد أنه ليس بالضرورة التماهي والتوافق دائمًا مع الأفكار والمفاهيم والمواقف الجماعية، خصوصًا عندما تتعارض مع العقل أو المنطق، لأنها في تلك الحالة قد تمثل نوعًا من ثقافة الخنوع والاستسلام.

تلك الثقافة «الانهزامية» قد تحرم العقل من دراسة وتحليل الواقع وظروفه، وبذلك تكون معارِضة لنمط تفكير يقوم على الشك والبحث والاستدلال، ومن ثم الاستنتاج والوصول إلى الحقيقة.

إن المجتمع ليست كتلة صماء في بازار سياسي أو اجتماعي، ولا ينتمي لطبقة واحدة أو تيار محدد، بل هو عبارة عن فسيفساء، قد يجتمع جزء منه، أو أغلبيته، على مطلب محدد، في وقت محدد، والعكس صحيح.

لقد أصبحنا في مرحلة حرجة، تتطلب الابتعاد عن التشكيك أو التفتيش في النوايا، وألا نلجأ إلى إقصاء من نختلف معهم، لأننا مقبلون على مرحلة تتطلب الاهتمام بقضايا المجتمع ومكافحة الفساد والتركيز على البناء والأمل.

إن قول الحق دائمًا يحتاج إلى الشجاعة والصدق مع النفس، بدلًا من قلب الحقائق وصناعة الأوهام، لأنه لا يمكن لأي مجتمع النهوض أو تحقيق التنمية بمنأى عن المصارحة والمكاشفة والخروج من دائرة الدفاع العاطفي.

ربما تكون حركة الحياة أسرع من التوقعات أو الاستنتاجات، ما قد يجعل التحليل معها جزءًا من التنجيم بالغيب، لأننا بالفعل أصبحنا في حاجة ملحة أن نفهم المعنى الحقيقي للأحداث التي نمر بها.

كما أن اختلاق الأكاذيب أو تزوير الحقائق والواقع، كلاهما تدليس فاضح على عقول المغفلين، ولذلك فإن التنوع ووجود الاختلاف يكون مفيدًا في اكتشاف أصحاب الأقنعة الزائفة، أو المغيبين، على السواء!

في هذه الأحوال، يحتاج الإنسان إلى إعمال العقل، خصوصًا في ظل هذا السيل الجارف من العناد الفكري الذي لا طائل منه، في مواجهة آلة جبارة تحاول جاهدة مسخ الفكر وتشويهه، بشكل ممنهج، بحيث لا يستطيع أن يكون قادرًا على تمييز الخطأ من الصواب.

للأسف، كنا نعتقد في السابق أننا يمكننا بسهولة استجلاء حالة التشوه التي أصابت العقول، من خلال الازدواجية والفوضى التي ضربت المفاهيم والقيم، والتي جعلت الواقع المرير أصعب من أن نختزله في كلمات، مع استمرار حالة الخلط المتعمد بين الشيء ونقيضه.

لقد برهنت إحداثيات هذا التشوه أن يقبل العقل، الكذبة تلو الأخرى، والتعايش مع الوهم ورفض الحقيقة، وبالتالي لا ضير في أن يقبل العيش في الأساطير، وعشق الأكاذيب، ورفض التنوير.

أخيرًا.. لعل أصعب ما قد يواجهه الإنسان أن يكون هناك انتهاك مقصود لعقله، لإقامة حواجز نفسية وفكرية، لا يجوز لأحد الاقتراب منها أو تخطِّيها، لإنجاز وتحقيق أعلى معدلات الفشل الذريع!