عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

لا توجد على حدود مصر دولة واحدة، بالمعنى الحقيقى للدولة، وكل الدول المحيطة هى أقرب إلى أطلال دول، وبقايا شعوب، وأنظمة حكم متداعية ومنهارة، تنهبها عصابات من الداخل والخارج.. والشعب المصرى يدفع ثمناً غالياً من أرواح أبنائه للحفاظ على أقدم دولة عرفتها البشرية.. والوحيدة التى ذكرتها كل كتب الديانات السماوية، لذلك ستبقى رغم كل المؤامرات.. لأن الله يريد!

وقال المؤرخون، فمن فضائل مصر أن الله عز وجل ذكرها فى القرآن الكريم فى أربعة وعشرين موضعاً، منها ما هو بصريح اللفظ، ومنها ما دلت عليه القرائن والتفاسير، وأن ذكرها كان مقرونًا بالأمن والأمان والخيرات والأنهار.

وقال المؤرخ يوسف بن تغرى بردى جمال الدين أبوالمحاسن فى كتابه «النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة» لما استقر عمرو بن العاص على ولاية مصر كتب إليه عمر بن الخطاب: أن صف لى مصر، فكتب إليه عمرو قائلاً: مصر تربة عبراء «سهلة الإنبات» وشجرة خضراء «كثير الشجر الأخضر» طوله شهر وعرضها عشر «يقال إنه أراد أن يعبر على أن الماشى يقطعها طولاً فى شهر وعرضها فى عشرة أيام» يكتنفها جبل أغبر «يحيط بها جبل ضارب إلى السواد» ورمل أغفر «أبيض مائل إلى الحمرة أو الصفرة» يخط وسطها نهر ميمون الغدوات مبارك الروحات «محمود الذهاب والإياب» يجرى بالزيادة والنقصان كجرى الشمس والقمر له أوان «يزيد وينقص فى أزمنة معينة» تظهر به عيون الأرض وينابيعها حتى إذا عج عجيجه «عظم مائه» وتعظمت أمواجه «انقطعت وتسربت فى الأرض» لم يكن وصول بعض أهل القرى إلى بعض إلا فى جفاف القوارب وصغار المراكب فإذا تكامل فى زيادة نكص «رجع وذهب» على عقبه كأول ما بدا فى شدته وطمى فى حدته «ونقص فى سدة كما زاد بقوة» فعند ذلك يخرج القوم ليحرثوا بطون أوديته وروابيه «أعالى الأرض وأسافلها» يبذرون الحب ويرجون الثمار من الرب حتى إذا أشرق وأشرف «ظهر وبان» سقاه من فوقه الندى وغذاه من تحته الثرى، فعند ذلك يدر حلابه ويغنى ذبابه «يعظم محصوله» فبينما هى يا أمير المؤمنين درة بيضاء إذا هى عنبرة سوداء وإذا هى زبرجدة خضراء فتعالى الله الفعال لما يشاء، الذى يصلح هذه البلاد وينميها ويقر قاطنيها، ألا يقبل قول خسيسها فى رئيسها، وألا يستأدى خراج ثمرة إلا فى أوانها وأن يصرف ثلث ارتفاعها فى عمل جسورها وترعها فهذا تقرر الحال مع العمال فى هذه الأحوال تضاعف ارتفاع المال والله تعالى يوفق فى المبتدأ والمآل.

هذه هى مصر التى قال عنها ابن يونس، وهو من أشهر الفلكيين العرب: «من أراد أن ينظر إلى شبه الجنة فلينظر إلى مصر إذا زخرفت، وقيل إذا أزهرت، بل وقال عن النيل إنه نهر من أنهار الجنة».

هذا النيل الذى كتب إليه عمر بن الخطاب برسالة سلمها له عمرو بن العاص.. لها قصة أخرى!

[email protected]