أوراق مسافرة
الرحمة فوق العدل، ولكل قاعدة استثناء إذا ما تطلبت ضرورة الظروف كلمات أوجهها مباشرة وعلى عجالة للدكتور طارق شوقى وزير التعليم، لأن الوقت لم يعد يسعنى لتزويق الكلمات، فمستقبل إنسانة عاجزة على المحك.. مهدد، وسنة كاملة من المذاكرة رغم كل ظروفها المرضية المزمنة القاسية توشك ان تضيع، إنها الطالبة بسمة اشرف السيد حلمى عوض طالبة منازل بالثانوية العامة، هذه الطالبة أتابع حالتها منذ سنوات طويلة، وأحاول قدر استطاعتى أن أذلل لها بعضا من المعاناة التى تلاقيها مع الروتين فى بلدنا الحبيب والذى شربت منه الأمرين منذ أن كتب الله عليها هذا البلاء العظيم، حيث ولدت بضمور فى العضلات بكامل جسمها بجانب خلع بالكتف اليمنى ومفصل الحوض الأيسر، ومنذ ولدت وهى تتنقل بين المستشفيات لإجراء الجراحات منها ما يفشل ومنها ما ينجح نسبيا، هذه الفتاة العاجزة لديها إرادة من حديد وصبر غريب، فهى لا تترك باباً إلا وتطرقه بإصرار أملاً فى الشفاء، طلبا لحقها فى الحياة كفتاة تحلم بشهادة وبمستقبل، فرغم ظروف أسرتها القاسية فى قرية شبرا أوسيم بكوم حمادة محافظة البحيرة، ووالدها المعدم الفقير وشقيقها المصاب أيضاً بضمور العضلات، فإن بسمة استطاعت أن تدرس، أن تحصل على الشهادة الابتدائية ثم الإعدادية، يحملها والدها على كتفه، إلى لجان الامتحانات، وعندما خانته قواه على حملها وقد كبرت وزاد وزنها بفعل المرض، تعاون معه أهل الخير وأحضروا لها كرسيا متحركا.
وفى إرادة من حديد، تذاكر بسمة وتنجح، حتى وصلت الى الثانوية العامة «منازل» وجاء تنسيق لجنتها فى مدرسة ناصر الثانوية بنين التابعة للإدارة التعليمية بكوم حمادة، والامتحانات ستبدأ الأحد القادم، وهى الآن ترقد بمستشفى الشيخ زايد منذ تاريخ 31/10/2015 تعانى من مرضها.. آلامها.. وعدم قدرتها على الحركة إضافة لوجود خلع بالكتف ومفصل الحوض مما يستحيل معه إمساكها القلم لأداء الامتحانات، وقد تقدمت إلى المدرسة والإدارة التعليمية بعمل لجنة خاصة لها فى مستشفى الشيخ زايد مع وجود مرافق لها ورغم أن مستشفى الشيخ زايد حكومى، ومعترف بتقاريره، لكنها فوجئت برفض طلبها، وحين لجأنا إلى وزارة التعليم، أخبرونا بضرورة تقديم تقرير من مستشفى التأمين الصحى التابع له مدرستها، وبعد دوخة وروتين، تمكنت بالفعل من الحصول على تقرير من التأمين الصحى منطقة «الرابعة» عيادة إدارة الوايلى بعد أن فحصها الدكتور عزت راغب غبريال.
السيد الوزير، مطلوب من فتاة وحيدة.. عاجزة.. فقيرة أن تواصل اللهث والجري فى وقت ضيق إلى جهات عديدة منها اللجنة العليا للامتحانات لتبت فى أمرها، وامتحانات الثانوية العامة ستبدأ الأحد القادم، إنها منهارة.. تبكي ليل نهار.. تصرخ الرحمة يا أصحاب القلوب الرحيمة، أنقذها يا سيادة الوزير من الضياع بقرار عاجل، فتعطل الإجراءات وسيرها وفقاً للروتين هو سبب تأخرها للآن فى إنهاء الإجراءات، وأى محاولة لنقلها إلى لجنة الامتحان ستطلب إعطاءها «الترامادول» المخدر، لتحتمل الألم، وهذا سيجعلها تنام فى الطريق قبل وصولها اللجنة، كما ان كتفها المخلوعة ستحول دون إمساكها القلم لتكتب.
السيد الوزير، مستقبل بسمة بين يديك، أنقذ بسمة أشرف السيد حلمى بقرار إنسانى بعقد لجنة خاصة لها فى مستشفى زايد، بدلاً من لجنة امتحانها بمدرسة ناصر الثانوية بنين «مركز كوم حمادة».. نرجو التدخل السريع، فهى ابنتنا جميعا وتحارب بمفردها مرضا لعينا وتفعل المستحيل تشبثا بالتعليم وبحقها فى الحياة.