رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ربما يكون أفضل ما قامت به القناه الأولى، وهى تذيع نبأ فاجعة المنيا، مساء الجمعة، أنها أعادت على مشاهديها فقرات من خطاب الرئيس، أمام القمة العربية الأمريكية فى الرياض، التى دعا إليها خادم الحرمين الشريفين!

لقد قيل فى الخطاب، وفى دقة صياغته، الكثير مما يستحقه بالفعل، غير أن إعادة فقرات منه على المشاهدين، بينما دماء ضحايا الفاجعة لاتزال ساخنة، أعطته معنى مُضافاً فوق معناه الأول!

إن أهمية الخطاب، بفقراته كلها، أن الرئيس وهو يلقيه على القمة، كان يذهب إلى ما يريد أن يقوله، ثم إلى ما يرغب فى أن يبعثه من رسائل، من أقصر طريق، وباختصار لا يعرف الإخلال بالمعانى!

فى الخطاب أن الإرهابى ليس هو فقط، الذى يمسك فى يده سلاحاً يروع به خلق الله، ولكن الإرهابى هو أيضاً الذى يسلح، ويمول، ويدرب!

وفى الخطاب أنه لا أمل فى أن تؤدى جهود مكافحة الإرهاب إلى نتيجة، ما لم تجد القضية الأم فى المنطقة حلاً.. إنها قضية أبناء فلسطين الذين يمثلون آخر شعب على وجه الأرض لا يزال تحت الاحتلال!

إنهما الفكرتان الأهم فى القضيتين الأهم!

فالذين حصدوا أرواح أبرياء المنيا، لم يولد كل واحد منهم إرهابياً، ولكنه بالقطع جاء إلى الدنيا إنساناً طبيعياً على الفطرة، شأنه شأن سائر الناس.. ولكن.. جاءه فى طريقه مَنْ ملأ عقله بأفكار خاطئة عن الدين، وجاءه مَنْ وضع المال فى جيبه، والسلاح فى يده، وأطلقه على البشر دون رحمة، ودون تفرقة، ودون تمييز!

وعندما يقف رئيس مصر على مرأى من العالم، وعلى مشهد من العشرات من قادته، ويؤكد على هذه المعانى، وعلى أنها الأساس الذى لا أساس غيره، فى أى مقاومة جادة للإرهاب وأهله، فلا بديل عن أن يلتفت كل الذين سمعوه، إلى أن صاحب الخطاب جاد فيما يقوله، وأن بلده جاد بالدرجة ذاتها فى السعى نحو السلام للكافة من الناس!

قيمة خطاب الرياض أنه يضع مأساة المنيا، فى إطارها الصحيح، وكذلك يفعل مع كل حادث إرهابى يسبقه، أو يأتى لاحقاً عليه.