تمنيت لو أن صانع القرار فى البلد، دعا إلى استفتاء بين المواطنين، على غرار الاستفتاء الذى دعت إليه حكومة سويسرا بين مواطنيها، قبل يومين!
ففى سويسرا خمسة مفاعلات نووية تولد أربعين فى المائة من حاجة السويسريين من الطاقة، ولكنها مفاعلات تتقادم ويقترب تاريخ صلاحيتها من نهايته، ولا تفكر الحكومة هناك فى تجديدها، ولا فى إنشاء بديل لها من نوعها، ولذلك دعت كل مواطن إلى أن يذهب إلى صناديق الاستفتاء!
وكانت النتيجة أن سبعين فى المائة منهم قالوا لا للمفاعلات النووية، وأيدوا اتجاه الحكومة إلى التخلص منها تمامًا، لصالح إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، وعلى رأسها الرياح والشمس!
وخلال سنوات معدودة من الآن، سوف تخلو سويسرا من أى مفاعل نووى، ولن تكون وحيدة فى هذا الطريق، لأن دولًا أخرى سبقتها منذ عدة أعوام، وفى مقدمتها ألمانيا!
قرار الاستفتاء الذى دعت إليه الحكومة فى العاصمة برن، ليس قرارًا عشوائيًا، ولا هو قرار ابن لحظته، ولكنه ابن خطة واضحة وضعوها من هنا إلى عام 2050، ليكون هذا التاريخ هو تاريخ احتفالهم بإنتاج طاقتهم كلها من المصادر المتجددة، لا الناضبة!
السويسريون يقولون لنا عبر الإستفتاء، أن المفاعلات النووية المولدة للكهرباء، ليست فقط مكلفة للغاية، ولكنها ذات مخاطر عالية جدًا، وأن الدولة التى تملك البدائل لا يجوز بأى حال، ولا تحت أى ظرف، أن تعتمد على النووى فى الحصول على الطاقة!
دول جنوب المتوسط، ونحن منها، أغنى دول العالم فى طاقة الشمس، والدكتور هانى النقراشى، مستشار الرئيس فى شئون الطاقة، لا يترك مناسبة إلا ويعيد نصيحته بالاعتماد على الشمس، وعلى الرياح، فى توليد كهرباء المستقبل، لأنها هى الأكثر أمانًا، كما أنها دون مخاطر، علاوة على صداقتها للبيئة بامتياز!
لانزال على البر فى موضوع النووى، ومن الأفضل لنا أن نراجع أنفسنا الآن، دون تكلفة تُذكر، بدلًا من أن يأتى وقت تكون المراجعة فيه فادحة الثمن!