رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

ما هو السر فى عصبية الرئيس أمس؟.. ولماذا تغيرت لغة «السيسى» مرة واحدة، بعد أن كان ينعم بهدوء وابتسامة لا تفارقه؟.. هل هناك جديد؟.. هل اكتشف أن الظروف الاقتصادية أسوأ مما تخيل؟.. هل اكتشفها بالأمس فقط؟.. لماذا تغيرت لهجة الكلام من الأمل إلى الغضب؟.. لماذا تغيرت كلمة «مصر هتبقى أد الدنيا»، إلى «مصر مش طابونة»؟.. ولماذا قال الرئيس السيسى للمواطن «إدينى قلبك»؟!

فلابد أنك لاحظت أن مزاج الرئيس بالأمس، كان غير المزاج الذى تعودناه منه.. وربما ألقى ذلك بظلاله على مداخلاته مع الحكومة، من أول رئيس الوزراء، إلى وزراء الزراعة والتموين والنقل.. فقد استوقف رئيس الوزراء، وطالبه بحدة بشكر دولة الإمارات.. ثم وجه أسئلة خاطفة ومربكة لوزير التموين على مصيلحى، حين قال هنعمل ولا لأ؟.. فاضطر الوزير أن يقول: «أنا مش مركز، النور فى عينى»!

وقد هالنى، فعلاً، حين قال الرئيس: «مصر مش طابونة»، وهو كلام يقوله الشعب، فالرئيس أعلى سلطة تنفيذية فى البلاد، والأمر يتطلب اتخاذ قرارات، حتى لا تصبح مصر طابونة، كما يقول.. ثم قال «فيه ناس مش لاقية تاكل، وناس واخدة 20 ألف فدان وضع يد»، فهل هناك ما يمنع أن يتخذ قراره؟.. لا أدرى لماذا كان منفعلاً وعصبيًا، هل هناك أسباب أخرى مثلاً، سياسية أو إقليمية، وراء هذه العصبية؟!

ومن الأشياء التى استوقفتنى أيضًا أن الرئيس طالب الشعب بأن يكون معه بقلبه، فهل استشعر الرئيس أن الشعب بدأ ينصرف عن دعمه وتأييده؟.. هل هناك مؤشرات بذلك، وهو يدخل عام الانتخابات، إما أن يجدد الشعب ثقته، وإما أن يسحب هذه الثقة؟.. فما هو الأمر بالضبط؟.. ولماذا طالب وزير الزراعة بأن يقول معلومات عن القمح؟.. أليس هذا الموقف قديمًا، وأن استهلاكنا معروف منذ عهد مبارك؟!

ومما قال الرئيس أيضًا «عاوز الشعب يكون معايا بقلبه، زى ما أنا قلبى عليه».. ولا ننكر أنك يا ريس قلبك مع الشعب وعلى الشعب.. لكن هذا الشعب يريد «أمارات» على هذا.. ويريد أن يلمس شيئًا.. يريد أن يعمل وينتج.. يريد فرصًا متكافئة.. من أول فرصة العمل، إلى فرصة الأكل والشرب، والمسكن والعلاج والتعليم.. يريد أملاً.. فقد أعطى هذا الشعب ولم ينتظر، وخرج من أجلك بعشرات الملايين!

وقد حرص الرئيس، فى مداخلته أو مقاطعته لوزير الزراعة، أن يشرح كم ننتج وكم نستهلك؟..وهذا ليس جديدًا.. وقال كلمته بانفعال «هدفنا أن نقول للمصريين إحنا فين؟،علشان يعرفوا حكومتهم واقفة جنبهم ولا لأ؟.. هذه اللغة كاشفة لغضب مكتوم، لا نعرف سببه.. فلماذا يذكّرنا الريس بهذا؟.. أين قمح المليون ونصف المليون فدان؟.. إلى أين وصلنا فيه؟.. هل حصل الشعب على الأرض ليزرع ثم امتنع؟!

وأخيرًا هل تلقى «السيسي» تقارير عن حالة الرضا العام؟.. هل اكتشف حالة الغضب؟.. هل يعرف أن الناس اختنقت؟.. هل تأكد الرئيس أن الناس لم تعد تتحمل نار الأسعار؟.. ما هى أسرار هذه العصبية؟.. لماذا قال «مصر مش طابونة»؟، ولم يقل «مصر هتبقى أد الدنيا» كما كان يقول فى هذه اللقاءات؟!