رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الفوز الكبير الذي حققه «الوسطي» إيمانويل ماكرون بالانتخابات الرئاسية الفرنسية، على مرشحة «اليمين المتطرف» مارين لوبان، أوقف ـ بشكل مؤقت ـ سيطرة هذا التيار الذي كان يتأهب لرسم ملامح أوروبا الجديدة!

هذا التحول الأوروبي لأحزاب «اليمين المتطرف»، والصعود المتزايد لشعبيتها، عزز آمالها في اجتياح القارة العجوز، خصوصًا بعد فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بانتخابات نوفمبر 2016 في الولايات المتحدة.

لكن، يبدو أن ما كان صعب التوقع قبل سنوات، لم يعد كذلك، بعد أن عبَّرت الأحزاب اليمينية الشعبوية في أوروبا عن حماسة كبيرة في وصولها للسلطة، ما ينذر برياح عاصفة تهب بقوة نحو قيم رافضة للتسامح.. تعزز الانغلاق والخوف من الآخر.

هذه النخب السياسية لليمين الأوروبي ـ التي تركز في حملاتها ووجودها على موضوعين أساسيين هما الهجرة والإسلام ـ استفادت بشكل أو بآخر من أساليب دونالد ترامب «الصادمة»، واعتبرتها نموذجًا يُحتذى في الحملات الانتخابية، حاليًا ومستقبلًا!

العالم بالفعل، يتغير، ويسير باتجاه قوي نحو «سيناريو مرعب»، بسبب صعود وتنامي أداء اليمين، في معظم أوروبا، حيث القوميون اليمينيون في بولندا والمجر، مما يشكل هاجسًا ومخاوف من انتشاره في غرب أوروبا، الأمر الذي دفع الأحزاب التقليدية إلى تشكيل ائتلافات لمنع وصول اليمينيين إلى الحكم.

ربما ينتقل فيروس الهشاشة السياسية الذي يحقق صعودًا يمينيًا سريعًا، إلى النمسا ثم إيطاليا وإسبانيا وهولندا وألمانيا، حيث لا نستغرب بروز نشاط الأحزاب المتطرفة، التي تواصل الاستثمار في قوت الناس وجهلهم، من خلال الاستعطاف بالقومية والتخويف بالأجنبي، والمسلم خصوصًا!

للأسف، تعاني أوروبا حاليًا من أزمة أخلاقية، باتت أكثر وضوحًا في الشباب.. لأنه على رغم الاهتمام بالسياسة وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وسهولة الوصول إلى المعلومة، إلا أن درجة الوعي السياسي وعدم القدرة على التمييز بين الأشياء باتت أقل بكثير من الأجيال السابقة!

هذا عن أوروبا، أما عندنا في العالمين الإسلامي والعربي، فغالبية الغرب يعتبرنا الوقود الذي يشعل حماسة الناخبين، في ظل إلصاق تهمة الإرهاب بالمسلمين وحدهم دون سواهم، خصوصًا أن مجتمعاتنا طاردة لأبنائها، لأسباب عدة، يأتي في مقدمتها الفقر والبطالة والفساد والقمع والاستبداد!

لنكن أكثر صراحة وموضوعية، ولنفكر للحظات بعقل اليمين في الغرب: إذا كانت بلادهم لا تحتاج للمهاجرين، فلماذا عليها أن تستقبلهم، وهل تجاربنا العربية تشجع على انتقاد رفض تلك الدول بالهجرة إليها؟!

عندما ننظر إلى ملف العمالة الوافدة، خصوصًا إلى دول الخليج، نجد أنها تستقبل موظفين وعمالًا بحسب حاجتها فقط، ليبقى المقيم مقيمًا والوافد وافدًا وليس مستوطنًا أو مهاجرًا، كما يحدث في الغرب، فلا يتم تجنيس الوافد، حتى لو كان مولودًا على أراضي تلك الدول، وبالتالي لا أمل في اكتساب الجنسية حتى لو بعد ألف عام.

أما في الغرب، فهناك أجيال تجنست بفعل الإقامة والهجرة أو حتى مجرد الولادة، والأمثلة الدالة على ذلك كثيرة، وبالتالي يمكننا أن نتساءل: لماذا عندما يأتي التيار اليميني الآن للمطالبة بالحد من تدفقات الهجرة نصفه ـ نحن العرب ـ باليمين المتطرف؟!!

[email protected]