رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عاد سيادة الرئيس السيسى، يوم الاثنين الماضى من زيارته الموفقة للمملكة العربية السعودية، والتى استغرقت يومين. لا شك فى أن هذه الزيارة كانت لها أبعاد كثيرة ناجحة، أهمها انقشاع سحابة الصيف التى خيمت على العلاقات المصرية السعودية فى الأيام الماضية، نتيجة تباين وجهات النظر حول الملف السورى، الذى ترى مصر بشأنه ضرورة الإبقاء على الأسد أملاً فى الحفاظ على وحدة سوريا من التقسيم، فضلاً عن أن مسألة استمراره فى الحكم من عدمه تعتبر شأنًا داخليا يحكم فيه الشعب السورى عن طريق صناديق الانتخاب. بينما ترى المملكة العربية السعودية أن الحل السلمى فى سوريا لن يتم أبداً مع وجود الأسد على اعتبار أن هناك عديدًا من الفصائل والعصبيات ترفض وجود الأسد. ويبدو أن الآراء تقاربت أخيراً بين المملكة السعودية ومصر فى هذا الشأن وقد انتهى الأمر على خير.

ومن ناحية أخرى، فإن هناك حديثًا يدور هذه الأيام عن فكرة تكوين تحالف عسكرى مصرى سعودى أردنى برعاية أمريكية، ينضم إليه مستقبلاً كل من الإمارات العربية والبحرين، وربما إسرائيل بعد أن يتم إنهاء الخلاف القائم بينها وبين الفلسطينيين على أساس حل الدولتين. أصحاب هذا الفكر يقولون إن مثل هذا التحالف من شأنه الوقوف كحائط صد ضد الامتداد الشيعى الذى تسعى إليه إيران فى المنطقة العربية، فضلاً عن مواجهة مساعداتها لجميع الجبهات الإرهابية. هذا التحالف العسكرى سيكون بمثابة سلاح الردع ضد التدخلات الإيرانية فى المنطقة، فضلاً عن الحد من رغباتها فى إعادة السيطرة على منطقتنا العربية كما تتصور.

كما يبدو أن الخلافات المصرية السعودية حول جزيرتى تيران وصنافير، قد تم التفاهم بشأنها خلال تلك الزيارة، واستقر الرأى على تركها جانباً لحين صدور حكم نهائى بشأنها من المحكمة الدستورية العليا المصرية وبالتالى انتهاء هذا النزاع قضائياً، هذا فضلاً عن صدور الرأى النهائى من البرلمان المصرى بشأن اتفاقية ترسيم الحدود المصرية السعودية، بعد مناقشة بنودها طبقاً للدستور.

أما عن الانتخابات الفرنسية التى تمت يوم الأحد الماضى، فقد أسفرت تلك الانتخابات عن وصول كل من مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبان، ومرشح الوسط إيمانويل ماكرون إلى مرحلة الإعادة. هذه الانتخابات ربما تكون الأولى التى يحضر فيها ما يقرب من 70% من الشعب الفرنسى لإبداء رأيه، ولكن وزعت أصواتهم على أحد عشر مرشحًا كان أعلاهم كل من ماكرون ولوبان. وغنى عن البيان، فإن لوبان شديدة التطرف تجاه المسلمين والعرب، فهى ترى ضرورة طرد المهاجرين الذين نزحوا إلى فرنسا فى الآونة الأخيرة هرباً من الحروب الدائرة فى منطقة الشرق الأوسط، وهى من أنصار أن فرنسا للفرنسيين، ومن ثم فهى تسعى إلى انفصال فرنسا عن الاتحاد الأوروبى كما فعلت إنجلترا مؤخراً. فإن لوبان المرشحة عن اليمن المتطرف شديد العداء للعرب والمسلمين.

أما عن مرشح الوسط إيمانويل ماكرون، فهو لا يتبع حزبًا من الأحزاب، فهو شاب كان وزيراً للاقتصاد فى عهد الرئيس نيكولا ساركوزى، وله خلفية سياسية واقتصادية كبيرة، وهذا ما دفع أغلب مرشحى الرئاسة الذين لم يوفقوا فى المرحلة الأولى من الانتخابات للإعلان عن رغبتهم فى دعمه، وطلبوا من ناخبيهم تأييده فى مرحلة الإعادة، وبالتالى فإن فرصته كبيرة فى الفوز بالانتخابات الفرنسية، اللهم إلا إذا حدث عمل إرهابى فى فرنسا، ربما قد يدفع الناخب الفرنسى للانحياز إلى مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبان. وأصحاب الفكر والرأى فى فرنسا يرون أن فرصة ماكرون أكبر لحسن علاقاته بجميع الدوائر السياسية، فضلاً عن خلفيته السياسية والاقتصادية، رغم أنه لم يتعد بعد الأربعين من العمر.

وعلى كل حال فإن غدًا لناظره قريب، فسوف تعلن نتيجة الانتخابات الفرنسية فى 7 أيار- مايو المقبل- وفى جميع الأحوال نأمل استمرار العلاقات المصرية الفرنسية على خير ما يرام كما كانت عليه فى السنوات السابقة.

وتحيا مصر.