رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

عندي دليل على أن لقاء الرئيس مع الملك «سلمان»، كان هذه المرة مختلفًا، من حيث الزاوية التي تطلعت منها العاصمتان، الى ما يجب أن تكون عليه علاقة البلدين الكبيرين في مستقبل الأيام! 

الدليل هو أن عبارة من نوع «تطابق وجهات النظر» لم يكن لها مكان في التصريحات الصادرة عن الزيارة، وأظن أن هذا في حد ذاته، يرمي الى إدراك الحكومتين على الجانبين، لواحد من المبادئ المستقرة في العلاقات بين الدول، وهو مبدأ ينال غيابه من أي علاقة بين عاصمتين، فضلاً عن أن تكون العاصمتان المعنيتان هنا، هما القاهرة والرياض بكل ما بينهما من رصيد، وبكل ما خلفهما من تاريخ!

هذا المبدأ هو أن هناك دائمًا مساحة متروكة للاختلاف.. لا للخلاف.. ولأنها كذلك، فإن فكرة التطابق في وجهات النظر ليست واردة، ولا هي مطلوبة، مادام الهدف في النهاية واحدًا! 

مما قيل عما دار أثناء الرئيس والملك، أن ملف إيران كان على الطاولة، وأن ملف اليمن كان هناك الى جواره، وكانت إلى جوارهما بالطبع ملفات أخرى! 

فإذا أخذنا ملف إيران مثلاً نقيس عليه في هذه السطور، فإن علينا أن ننتبه إلى أن  مصر كانت في كل مرة يتردد فيها كلام عن علاقة دبلوماسية مكتملة بينها وبين طهران، تسارع منذ اللحظة الأولى إلى التأكيد علنًا، على أن علاقة كهذه لا يمكن حين تقوم، أن تكون على حساب العلاقة مع الخليج، وعلى رأسه السعودية! 

كان هذا يقال، وبوضوح، في كل مرة، وكان الغزل الإيراني مع مصر يقطع خطوة، أو خطوتين، في كل المرات، دون أن يكتمل، وكان ذلك راجعًا فيما يبدو، الى أن الإيرانيين يريدونها علاقة على حساب الخليج، ومصر لا تريدها كذلك، ولا تقبلها، لأن هذه ليست من بين ثوابت سياستها الخارجية! 

إنني لا أتصور أن يكون إطلاق اسم قاتل «السادات»، على شارع في العاصمة الإيرانية، هو سبب وقوف العلاقة مع طهران في مكانها لا تبرحه، فما أسهل أن تتخطى الدول العوائق بينها، إذا كانت من نوع اسم جرى إطلاقه على شارع، لأن الدول لا تتوقف في العادة أمام ما يمكن تجاوزه!

وعندما أقامت القاهرة علاقة سياسية طبيعية مع موسكو، وقت الجفاء السياسي مع إدارة «أوباما»، كانت حريصة على أن تقول إن جفاءها الواضح مع الولايات المتحدة، لا يمنعها من الإشارة الى أن الدفء الزاحف بينها وبين روسيا، لن يكون على حساب ما بينها وبين واشنطن من امتداد! 

التقى الرئيس والملك، وبينهما شعار مرفوع يقول: نعم للاختلاف في الرؤى.. لا للخلاف حول الرؤى نفسها، لأن الغاية الذاهبة إليها الرؤى ذاتها،  مشتركة، إذا عز عليها أن تكون واحدة!