رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

تقول آيات الكتاب المقدس عن بعض أحداث «سبت النور» ذلك اليوم العظيم «لكيلا تبقى الأجساد على الصليب فى السبت لأن يوم السبت كان عظيماً لديهم، سأل اليهود بيلاطس أن تُكسر سيقانهم ويرفعوا»، وكان هذا السبت عظيماً لأنه يوم الفصح، ولكنه صار عظيماً إذ دخل المسيح فيه إلى راحته، وتذكر لنا المراجع التاريخية التى رصدت لأحداث ذلك اليوم «كان الرومان إمعاناً فى التشهير بالمجرمين يصلبون المصلوب عارياً تماماً ولكن اليهود منعوا ذلك فكانوا يسترون المصلوب وحرّموا صلب المصلوب عارياً تماماً، وكان الرومان يتركون الجثة على الصليب لأيام حتى تفتك بها الطيور عبرة لكل مجرم ولزيادة هيبة القانون، ولكن الناموس اليهودى يمنع ذلك (تث 23:21)، ولذلك ذهب اليهود لبيلاطس يطالبون بكسر سيقان الكل حتى لا تبقى الأجساد على الصلبان، فهم يبحثون هنا عن تتميم حرفية الناموس خصوصاً أن هذا السبت كان يوم الفصح، وكان سبت فلا يصح أن تترك فى نظرهم الأجساد على الصلبان، ولكن غالباً كان هذا مزيداً من التشفى من المسيح ولضمان موته، وكانوا يكسرون السيقان بمطرقة خشبية ثقيلة، وهو عمل وحشى لا يطيق الإنسان النظر إليه، والمصلوب قد يبقى على الصليب لأيام ينازع الموت لكن بتكسير السيقان يموت سريعاً، ولذلك تعجب بيلاطس أنه مات سريعاً على غير العادة، وإذا لم يمت المصلوب بتكسير ساقيه طعنوه بحربة في القلب وهنا ما فعلوه مع المسيح ليطمئنوا أنه مات».

اليوم السبت، وفى مواجهة الشدائد الأخيرة التى تحوم بالوطن يلوذ المواطن المسيحى بقوة وإيمان إلى من يمنحه السلام الداخلى والمزيد من الارتباط بثوابت الانتماء إلى وطنه العظيم حتى لو تصاعدت وزادت موجات الكراهية لبيوت عباداته، وإلى حد رفض اكتمال نيله حقوق المواطنة، وقد استشعر أبعاد الحادث الأخير كل الدنيا إلى حد قول مندوب روسيا فى مجلس الأمن بالأمم المتحدة مواجهاً مندوب بريطانيا لمناقشة الوضع فى سوريا «ألم ترون ماذا فعلت تلك الجماعات فى الكنائس يوم أحد الشعانين؟!»

فى ذلك اليوم يعود إلمسيحى إلى آيات كتابه المقدس بشكل عام و«عظة السيد المسيح على الجبل» بشكل خاص.. يقول المسيح له المجد «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لَاعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لِأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِى السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الْأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الْأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. لِأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيّ فَضْلٍ تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ هكَذَا؟ فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ» (متى 5:43-48).

وفى قراءة لقداسة البابا شنودة الثالث لتلك الآيات، يقول: «أنتم تظنون أنه جائز لكم أن تبغضوا الذى يبغضكم، وتعادوا الذى يعاديكم، لكن روح الناموس الداخلى هو روح واضع الناموس، الذى يشرق شمسه وينزل مطره على أعدائه كما على أولاده، فإن عاديتُم من عاداكم وأحسنتُم إلى الذين يحسنون إليكم، لا تكونون أفضل من عبدة الأصنام والكفرة. فلا تقابلوا شراً بشر. إن أحسنتم إلى من يسىء إليكم، تخمدون جذوة العداوة، وتطفئون لهيب البغض. اتخذوا الكمالات الإلهية قاعدة لحياتكم فتكونون حقاً (ليس فقط اسماً) أولاد الآب السماوى. ولكن اعلموا أن كل الوصايا تُحفظ حقاً فى القلب حفظاً روحياً قبل حفظها حرفياً فى الخارج. وإلا فحفظها الخارجى لا يُعتبر عند الله».

أخيراً، أرى أن معظم وسائل الإعلام قد قدمت تغطية موضوعية متفاعلة مع أحداث التطرف الأخيرة، وأظن أن شاشة «لميس الحديدى» وأسرة إعدادها برئاسة خليل العوام كانت الأبرز فى تقديم نموذج رائع لإعلام وطنى متوازن نبيل.

[email protected]