رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أول شىء نطق به البابا فرانسيس الأول، بابا الفاتيكان، عند سماعه نبأ تفجيرات طنطا والإسكندرية، أنه يصلى من أجل الضحايا، وأنه يرفع يديه إلى الله، لعله يشمل الذين لقوا مصرعهم، برحمته، والذين أُصيبوا بشفاء سريع يخفف عنهم الأوجاع!

والذين يعرفون بابا الفاتيكان، أو قرأوا شيئًا عن سيرته، يعرفون أنه يحمل الجنسية الأرجنتينية، وأنه ينحاز إلى كل ماهو إنسانى على طول الخط منذ تولى مهام منصبه، وأنه ينظر إلى المرء، ليس على أنه مسلم، ولا على أنه مسيحى، ولا على أنه يهودى، ولا حتى على أنه صاحب أى ديانة سماوية، أو غير سماوية، وإنما على أنه إنسان.. إنسان وفقط.. هذا كل ما يعنيه فى أى بنى آدم!

ولهذا السبب تراه لا يتوقف عن الصلاة من أجل الذين تعذبهم صراعات العالم هذه الأيام، وما أكثرهم، فى كل اتجاه، وفى شتى أنحاء الأرض!

وقبل أيام كان الفاتيكان قد أعلن عن زيارة البابا إلى القاهرة، آخر إبريل، وكان ذلك قبل أن يجرى فى طنطا وفى الإسكندرية، ما جرى، وكان الاستعداد للزيارة قد بدأ على الجانبين، بما يليق بدولة لها وزن مصر، وبما يليق برجل له ثقل فرانسيس الأول، وتأثيره بامتداد أرجاء الدنيا.. إذ ليس سرًا أن للرجل سطوته المعنوية البالغة، على أعداد هائلة من البشر، ممن يأتمون بالكنيسة الكاثوليكية فى مقرها البابوى حيث يقع مكتبه!

وحين سال دم بريء كثير فى طنطا والإسكندرية، شاع كلام هنا وهناك، عن أن زيارة البابا يحيط بها الغموض، وعن أنها يمكن أن تُلغى، أو تتأجل فى أغلب الأحوال!.. ولم يعرف أحد ما إذا كان الكلام الذى شاع فى هذا الاتجاه، راجعًا إلى رغبة لدى البابا نفسه، أو رجال من حوله، أو جهات خارج البابوية بالإجمال؟!

ومن حسن الحظ أن ساعات لم تكد تمر على ترديد مثل هذا الكلام، حتى كان بيان واضح قد خرج عن مكتب البابا، بما يزيل كل لبس، وبما يزيح كل سوء ظن، وبما يقطع الطريق على كل الذين أرادوا التشويش على الزيارة، وأرادوا النيل من أهدافها، التى هى بالتأكيد تصب فى صالح المنطقة، لا القاهرة وحدها!

كان البيان لا يقول فقط إن الزيارة ستتم فى موعدها، ولكن يضيف أن البابا حريص عليها، ومتمسك بها، وعازم على أن تكون كما جرى التخطيط لها، قبل أن يستهدف أهل الشر الكنيستين!

لوكانت الزيارة قد ألغيت، أو حتى أجلت، لكان ذلك انتصارًا للإرهاب، بأكثر ربما مما انتصر، أو بدا أنه انتصر فى طنطا مرة، وفى الإسكندرية مرة أخرى، ولكن بيان نفى الإلغاء والتأجيل، قطع الطريق على هذا كله، وبرهن على أن فرنسيس الأول لا يملك وجدانًا يسع العالم، وحسب، وإنما يملك معه عقلًا يزن العالم، بمثل ما يسعه قلبه!