رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

منذ عرف إنسان ومبدع الفن المصرى القديم فن الكاريكاتير الذي حفظه التاريخ، وحرص المصرى القديم على تسجيله على قطع من الفخار والأحجار الصلبة، ويشمل رسوماً لحيوانات مختلفة، أُبرزت بشكل ساخر العديد من الكائنات المحيطة؛ اضطلع برسمها العاملون فى تشييد مقابر وادى الملوك، بدير المدينة، فى عصور الرعامسة، ويرجع تاريخها إلى عام 1250 قبل الميلاد، وحتى الآن عزيزى القارئ لا تُعرف الغاية من كل إبداعاته من هذه النوعية من الرسومات؛ فلعلها كانت إشارة غير مباشرة إلى العلاقة غير المتوازنة، بين الحاكم والمحكوم، التى كانت سائدة آنئذ، جسّدها النحاتون فى أسلوب ساخر، خفى المدلولات والرسائل المباشرة.

يعتبر الفنان محمد عبد المنعم رخا المولود  فى قرية سنديون 1911 أول ريشة كاريكاتير مصرية استمرت فى النشر الكاريكاتيرى حتى وفاته 1989، فقد سبق رخا بعض الريشات المصرية مثل إيهاب خلوصى فى مجلة «اللطائف»، والمثّال الكبير محمود مختار فى مجلة «الكشكول» وكان يوقع باسم (م. م)، وكذلك الشقيقين حسين فوزى الذى صار مخرجاً للسينما وشقيقه عباس كامل وظهرت أعمالهما فى مجلة روز اليوسف.

ووصولاً لدور مؤسسة روزاليوسف، وهى المدرسة الرائعة التاريخية التى تبنت واحتفت وقدمت أصحاب مواهب معظم رواد فن الكاريكاتير، وعليه، أسعدنى أن يقدم لى الفنان التشكيلى الكبير «إدوارد حبيب» وهو صاحب التاريخ الرائع فى فن الأيقونة القبطية والرسم الصحفى نسخة من كتاب مهم حول رحلة فنان تشكيلى وكاتب صحفى من أبناء تلك المؤسسة العتيدة «روزاليوسف» فى فترة الخمسينيات والستينيات إلى اليابان فى تلك الفترة، وهما الفنان «رجائى ونيس» والكاتب الصحفى والمحاور الشهير «مفيد فوزى» والكتاب أعده على قسمين الفنان ونيس لتوثيق تجربة تاريخية هامة كفنان صادق ومبدع متفرد برؤية خاصة، والكتاب «أنا واليابان.. حياة فنان مصرى فى اليابان» يقول عنه وعن تلك الرحلة الكاتب الصحفى الكبير «منير عامر».. «ومن اليابان التى امتلكت قلب رجائى ونيس بحروف لغتها بدأت مسيرة نبوءته الذاتية عن نفسه ومستقبله، واستقر رأى رجائى على عشق «كيوتو» العاصمة الثقافية لليابان، ولأنه قارئ أعماق بالخط واللون.. لذلك جمعت عيناه ما فى اليابان من أسرار خطوط وألوان، وبدا كالمأخوذ الباحث عن نفسه فى ذلك البلد البعيد».

الكتاب من القطع المتوسط من إصدارات «دار سنابل للنشر» ودعم صفحاته بالصور والرسوم الكاريكاتورية، وموثق بالصور الفوتوغرافية لبعض جوانب الرحلة مع مفيد فوزى صديق وزميل الرسام فى رحلة رائعة متفردة على الأقل فى ذلك الزمان تبنتها مؤسسة ناجحة كمؤسسة روزاليوسف، وكانت بمناسبة تدشين أول خط طيران بين القاهرة وطوكيو‏,‏ ويشير ونيس فى الكتاب الى أن إحسان عبد القدوس هو من قام بترشيحه للسفر‏,‏ كما يكشف عن غرامه بالسفر منذ صغره‏,‏ إذ كان يحلم بالانطلاق حول العالم والتعرف على حضارات وشعوب مختلفة لدرجة أنه فى طفولته كان قد هرب من بيت عائلته وترك خطابا يكشف فيه خطته للهروب تمهيدا لخروجه إلى العالم، وعلى الرغم من معلومات ونيس الضئيلة عن اليابان، إلا ان فضوله دفعه للسفر‏,‏ ومنذ لحظة وصوله إلى طوكيو لاحظ أنه لم ينجذب لتلك المبانى القديمة غير الملونة لكن ما جذبه أكثر لافتات المحلات الملونة والكلمات الصينية الضخمة التى كتبت عليها ويرى أن أولوياته خلال الرحلة اختلفت عن أولويات رفيقه مفيد فوزى إذ إن مفيد بحكم خبرته الصحفية كان منظما أكثر.

يذكر رجائى أنه وجد فى اليابان المزج الرائع بين عراقة القديم كالمعابد القديمة وبين جماليات المعمار الحديث، وقارن فى الكتاب بين المجتمع المصرى والياباني‏,‏ لكن أكثر وقائع الكتاب طرافة قصة زيارتهما لمسرح الكابوكي‏ (‏نوع من المسرح الشعبى اليابانى يختلط فيه الواقع بالأساطير‏)‏ ودهشتهما من العرض كما يكشف ونيس قصة إفلاسه ومفيد فوزى واضطرارهما للهرب من الفندق بعد أن نفدت نقودهما وتأخر التحويلات التى كانت ترسلها مؤسسة روز اليوسف‏.. إنه لون رائع وفريد من أدب رحلات أهل الفن.‏

[email protected]