رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قلم رصاص

«وطنى يا مالى بحبك قلبى.. وطنى يا وطن الشعب العربى.. يالى ناديت بالوحدة الكبرى.. بعد ما شفت جمال الثورة.. أنت كبير.. كبير.. كبير، وأكتر كتيير.. من الوجود كله من الخلود كله.

يا وطنى..  لا أعرف لماذا تذكرت هذه الكلمات من أغنية وطنى حبيبى «الوطن الأكبر»؛ وأنا أشهد القمة التى جمعت بين الشقيقين عبدالفتاح السيسى رئيس مصر؛ والملك سلمان خادم الحرمين الشريفين والسعودية وحفيد الملك فيصل الذى قال للرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى مؤتمر عُقد بالخرطوم بعد حرب 67 بعدة أيام «يا جمال مصر لا تطلب وإنما تأمر»؛ والذى قطع إمدادات البترول عن الغرب فى حرب أكتوبر 73؛ وقال كلمته الشهيرة «إن ما نقدمه هو أقل القليل مما تقدمه مصر وسوريا من تقديم أرواح جنودها فى معارك الأمة المصيرية، وإننا قد تعودنا على عيش الخيام ونحن على استعداد الرجوع إليها مرة أخرى وحرق آبار البترول بأيدينا وألا تصل إلى أيد أعدائنا».

لقد أثرت الكتابة بعد سحابة الصيف التى حدثت بين مصر والسعودية والتى انجرفت خلالها بعض الأبواق والأقلام من الجانبين، والتى أخذت تهيل التراب على العلاقات، وظنت فى لحظات أنها محت كل تاريخ العطاء سواء من جانب مصر للسعودية، أو من جانب السعودية لمصر، وسرعان ما تحولت تلك الأبواق للإشادة بعد قمة المصالحة؛ والتى تعتبر هى المشهد الوحيد الرابح فى القمة العربية الأخيرة؛ فلا مصر تنسى وفاء السعودية ووقوفها بجانب مصر سابقًا وحاليًا؛ ولا السعودية تنسى فضل مصر وشعبها العظيم على المملكة وجيرانها العرب!

يا سادة إن الوطن العربى لابد أن يعود إلى الوحدة شئنا أم أبينا؛ فكل القوى تتكالب منذ عشرات السنين على تمزيق وحدة العرب ويحاولون بشتى الطرق إضعاف مصر والسعودية باعتبارهما القوتين الحقيقيتين التى إذا اتحدت؛ تضامنت معها كافة الأمة العربية، فالقيادة المصرية استطاعت فى فترة وجيزة جمع شمل الأمة العربية؛ فى تحالف قوى لم يتفكك رغم حدوث الذوابع الأخيرة بفضل القيادة الحكيمة التى تتعامل بأخلاق الفرسان مع الجميع؛ ولا تترك أشقاءها العرب فريسة لأى قوة خارجية تريد أن تنال من استقرارهم؛ فالوحدة العربية هى خيار إستراتيجى؛ ومصر والسعودية وملكها العاشق لمصر هما صمام الأمن لأى وحدة عربية فى ظل وجود قوى تريد أن تبسط المد الشيعى لتمزيق أوصال الأمة العربية!

إن الكلمات البسيطة التى بدأت مقالى بها لا تعبر إلا عن ما يضمه مكنون العشق الذى يملأ صدرى؛ من أغانٍ تغنى بها عمالقة الطرب عن الوطن الأكبر وهو الوطن العربى؛ وأتذكر هنا كوبليه جميل فى الأغنية يقول «حلو يا مجد يا مالى قلوبنـــــا.. حلو  يا نصر يا كاسى رايتنا.. حلوة يا وحدة يا جامعة شعوبنـــا.. حلو يا أحلى نغم فى حـياتنا.. يا نغم سارى بين المحيطين، بين مراكش والبحرين.. فى اليمن ودمشق وجدة.. نفس الغنوة لأجمل وحــــــدة.. وحدة كل الشعب».

«العربى». وأخيرًا؛ «مصر» و«السعودية» ستظلان قلب الأمة العربية، ومنبع عودة وطنى حبيبى الوطن الأكبر.

[email protected]