رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

مضى أسبوع كامل على عملية إرهاب لندن، دون أن يتوصل البوليس الإنجليزي إلى معلومة واحدة، تفسر السبب وراء ارتكاب العملية!

إن ما يعرفه البوليس هناك، هو نفسه ما نعرفه نحن كمتابعين لما جرى على رصيف البرلمان، مع أنه من المفروض أن يكون لدى الشرطة عن أي جريمة، ما ليس لدى المتابعين للجريمة ذاتها من بعيد!

وإذا دل ذلك على شيء، فإنما يدل على مدى التطور الذي وصلت إليه عمليات الإرهاب في العالم، وليس في بريطانيا وحدها طبعاً!

كل ما نعرفه عن العملية التي وقعت على بعد أمتار من مبنى البرلمان، أن شاباً اسمه خالد مسعود خرج من بيته في مدينة برمنجهام، جنوب شرق بريطانيا، وأنه توجه إلى لندن، وأنه اختار هذا المبنى دون غيره، ربما لأن رئيسة الوزراء تيريزا ماي كانت بداخله وقتها!

أخفى مسعود سكيناً بين طيات ملابسه، وطعن بها أول شرطي صادفه عند باب البرلمان، حتى الموت، ثم استقل سيارة من سيارات الدفع الرباعي كان قد وصل بها إلى المكان، وراح يدهس كل إنسان في طريقه، دون تمييز، وكان مجمل الضحايا خمسة من القتلى وخمسين مصاباً!

وفي اللحظة نفسها سقط قتيل آخر في مسرح الجريمة، وكان هذا القتيل هو خالد مسعود نفسه، الذي طاردته الشرطة إلى أن أردته صريعاً!

السؤال هو: لماذا قتله البوليس، ولم يحاول أن يتحرى إصابته فقط؟!.. إن بقاءه حياً كان يمثل كنزاً بكل المعاني، لأجهزة مقاومة الإرهاب في بريطانيا، وفي غير بريطانيا، كما أن سقوطه بين الضحايا، معناه إغلاق الملف كاملاً، وتقييد القضية كلها ضد مجهول!

نعم سقوطه يعني ذلك، رغم أننا نعرف اسمه، وشكله، ومحل إقامته، وأهله، وسيرته السابقة كلها!.. ولكن هذا جميعه لا يعنينا في الحقيقة في شيء، لأن جهات التحقيق في مثل حالة مسعود، تريد أن تعرف شيئين اثنين لا ثالث لهما: أولهما لماذا ارتكب مسعود، ما ارتكب، وثانيهما مَنْ بالضبط وراءه؟!

وليس من الممكن التوصل إليهما، ولا إلى واحد منهما، إلا من خلال مرتكب العملية.. منه هو دون سواه، ولأنه سقط مع الذين أسقطهم، فإن البوليس الإنجليزي يدور في حلقة مفرغة من يومها!

وقد امتلك هذا البوليس من الشجاعة قدراً جعله يعلن قبل يومين، أن سر خالد مسعود مات معه!.. وأنه لا أمل في التوصل إلى شيء حول الموضوع من أوله لآخره!

إن العالم يحارب أعداء في صورة أشباح!.. فما أصعبها من حرب، وما أفدح خسارة العالم فيها!