عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

الصحفى الكبير حلمى سلام.. بدأ حياته الصحفية فى مجلة (المصور) الواسعة الانتشار وبعد سنوات رأى أن عمله فى دار الهلال لا يكفى كل طموحاته، فأنشأ مجلة (الإذاعة).. طبعاً لم يكن هناك تليفزيون بعد.. ولكنه حقق نجاحات فى التوزيع والإعلانات غير مسبوقة.. ومن هنا نشأت صداقته بجمال عبدالناصر بعد حكايات حرب فلسطين وحكايات حصار الفالوجا -المبالغ فى بعضها- وحكايات قضية الأسلحة الفاسدة ودور الفنانة كاميليا وعلاقتها بالملك فاروق.. كان حلمى سلام من أقرب أصدقاء عبدالناصر.

فى هذه الأثناء بالذات التى بدأت فى تكوين الضباط الأحرار.. وتطورت العلاقات بينهما خلال أهم وأحرج فترة مرت بعبدالناصر.. لذا قرر عبدالناصر فجأة تعيين حلمى سلام رئيساً لمجلس إدارة دار التحرير ورئيساً لتحرير (الجمهورية).. وازدادت العلاقات بينهما.. فبدأ الأستاذ هيكل فى التفكير فى إبعاده هو الآخر.. لقد وصل الأمر إلى أن حلمى سلام كان عنده كل تليفونات عبدالناصر الخاصة به مباشرة سواء فى المكتب بسراى القبة أو فى المنزل على مكتبه فى الدور السفلى أو فى حجرات النوم فى الدور العلوى!!

(...)

ثم حدث الآتى..

بعد الانفصال عن سوريا.. خلال أسوأ أيام مرت بعبدالناصر عقد عبدالناصر اجتماعاً سرياً مع عدد من رؤساء ومديرى تحرير الصحف وبعض الكتاب الكبار حتى هؤلاء الذين كتبوا كثيراً ضده مثل محمود عبدالمنعم مراد وغيره.. وتكلم عبدالناصر بكل صراحة فى موضوعات غاية فى الأهمية.. وفى نهاية الاجتماع قبل أن يترك كبار الصحفيين والكتاب المكان نادى عليهم عبدالناصر وقال لهم:

- مش عاوز كلمة واحدة من اللى قلتها تنشر فى أى جريدة..

ثم قال: ولا حتى كلاماً فى أى مكان دى موضوعات سرية للغاية.

صباح اليوم التالى.. ومن عادة عبدالناصر أن ينظر مجرد نظرة سريعة على المانشيتات فى كل الصحف وهو لازال على السرير.. ففوجئ بأن مانشيتات (الجمهورية) كلها كلام عبدالناصر فى الاجتماع السرى.. عبدالناصر وهو على السرير اتصل تليفونياً بمكتبه فى سراى القبة وقال لهم:

- اتصلوا (بالجمهورية) وقولوا لهم إنه تقرر فصل حلمى سلام من العمل ويحل محله مصطفى بهجت بدوى!!

حتى هذه اللحظة.. بعد كل هذه الأيام والسنين، لا أحد يعرف على وجه الدقة من الذى اتصل بحلمى سلام وسأله لماذا لم يحضر اجتماع عبدالناصر الخطير جداً جداً.. ثم أملى عليه ما حدث فى الاجتماع لكى ينشره مثل باقى الصحف!!

طار حلمى سلام من (الجمهورية) وطارت أيضاً صداقة سنوات طويلة وقيل إن عبدالناصر رفض مقابلة حلمى سلام حتى وفاته.

اختفى حلمى سلام من الصحافة ومن كل مكان.. وأخيرا.. عمل فى مجلة (آخر ساعة) التى كانت تصدر عن دار أخبار اليوم.. أصبح أحد كتاب المجلة حتى وفاته هو أيضاً.